بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
بصراحة... وبدون زعل، نتحدث نحن جميعا فى العالم العربى، كتابا ومثقفين وسياسيين ودبلوماسيين، وننادى بأعلى صوتنا مطالبين بحل الدولتين! هذا أمر رائع وتتفق معنا فيه الغالبية العظمى من دول العالم. وهو نظريا الحل الأمثل للقضية، حتى ولو عارضه الإسرائيليون المتشددون والعنصريون! ولكن ما هما هاتان الدولتان؟ واحدة منهما، نعرفها جيدا،..هى إسرائيل! العضو كامل العضوية بالأمم المتحدة، والتى تعترف بها الغالبية العظمى من دول العالم. والتى تثبت كل يوم أنها موجودة، وقوية، وعنصرية، ومفترية، تخبرنا عنها ما حدث ولايزال يحدث فى غزة، على مرأى ومسمع من العالم كله، من جرائم قتل وتدمير وحشى فاجر! ولكن أين الطرف الآخر الذى نتحدث عنه.؟ إنه طبعا فلسطين، فلسطين الحبيبة العزيزة علينا جميعا، نحن المصريين والعرب. ولكن أين هى الدولة الفلسطينية.؟ الدولة الفلسطينية تتمتع بصفة دولة مراقب غير عضو بالأمم المتحدة تماما مثل دولة الفاتيكان! ولكننا نتحدث عن دولة موحدة كاملة السيادة فى فلسطين، يمكن أن تكون ندا حقيقيا لدولة إسرائيل!.. فأين هى؟ إن وجودها - للأسف – وجود رمزى يرأسها المناضل المخضرم محمود عباس الذى وقع اتفاق أوسلو عام 1993. ودخل الشهر الماضى العام التاسع والثمانين من عمره. وهناك الحكومة الفلسطينية برئاسة المثقف الفلسطينى البارز محمد أشتيه! ولكن هناك أيضا فصائل المقاومة الفلسطينية العديدة، بتوجهاتها المتباينة المتناقضة: القومية، واليسارية، والإسلامية والتى لا تقل عن خمس عشرة منظمة، ولا نعرف بالضبط علاقتها بالحكومة الفلسطينية، والتى غالبا ما تتهم على الأقل بالتخاذل فى حقوق الشعب الفلسطينى! إذن. وقبل أن ننادى بحل الدولتين، على الفلسطينيين أولا أن يتفقوا، ويقولوا لنا أولا، ما هو الطرف الآخر الذى سوف يكون هو الدولة الفلسطينية فى مواجهة الدولة الإسرائيلية!