بقلم - أسامة الغزالي حرب
أخيرا...! نهضت فتح وقالت ما كان يجب أن تقوله منذ فترة طويلة. فأنا كمصرى مهموم بشأن وطنى، اهتممت دائما- طوال عمرى الواعى، ومثل كثرة من أبناء جيلى- بالقضية الفلسطينية وتطوراتها! ولا أنسى أبدا يوم الإعلان عن فتح (الاسم المختصر المعكوس لحركة التحرير الوطنى الفلسطينى) وسط العام الذى حصلت فيه على الثانوية العامة، قبل أن ألتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية. فى خضم هذا الزخم الدراسى والسياسى اشرأبت أعناقنا فى فجر أول يوم من يناير 1965 نراقب شروق المقاومة الفلسطينية المسلحة برئاسة مناضل فلسطينى شاب، خريج هندسة القاهرة، اسمه ياسر عرفات! وكان ذلك قبل وقت طويل من تشجيع اسرائيل لظهور حماس فى غزة بعد هزيمة 1967 لمنافسة فتح ومنظمة التحرير! أقول هذه المقدمة التاريخية بمناسبة انفجار الخلاف فى اليومين الماضيين بين فتح وحماس، عندما أعلنت الأخيرة اعتراضها على قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تعيين الخبير الاقتصادى محمد مصطفى.. دون توافق وطنى, واصفة ذلك بأنه..خطوة فارغة من المضمون، وتعمق الانقسام بين الفلسطينيين! غير أننى لا أستغرب أبدا أن بيان حماس مس وترا حساسا لدى فتح التى سارعت إلى إصدار بيان قوى اتهمت فيه حماس بالتسبب فى نكبة أكثر فداحة و قسوة من نكبة 1948. إننى بصراحة، وبكل حسم ووضوح، أتفق تماما مع موقف منظمة فتح، وأقول إن الإدانة القوية لجريمة الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد غزة، وسقوط أكثر من 32 ألف شهيد، وأكثر من 73 ألف مصاب، والتدمير المجنون لآلاف المبانى والمنشآت فيها..إلخ لا يمكن أن تعفى حماس من مسئولية عواقب قرارها المنفرد دون مشورة أحد للقيام بطوفان الأقصى.نعم، هو للأسف الشديد قرار أرادت به حماس الانفراد باللقطة! فكان على حساب غزة وأهلها!