بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
قديما..، قالت العرب إن المستحيلات ثلاثة هى الغول والعنقاء والخل الوفى! واليوم، يبدو لى أن من المناسب أن يقوم عرب اليوم بتحديث مقولة أجدادهم لتصبح المستحيلات هى الغول والعنقاء وحل الدولتين!... وذلك لسببين، أولهما، أن الخل الوفى لم يعد من المستحيلات.. فهل هناك خل أكثر وفاء لخليله من وفاء الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل..؟ ألم يضرب هذا الخل عرض الحائط بكل الشعارات والمثل العليا، التى جاءت فى دستوره ومواثيقه الأساسية عن حقوق الإنسان...؟ ألا يجتهد هذا الخل الآن فى تقديم المساعدات الدفاعية والإنسانية لأوكرانيا..، ويفرض أكبر حزمة من العقوبات ضد روسيا...، وفى نفس الوقت يغمض عينيه إزاء جرائم أكبر و أفظع ترتكبها إسرائيل، مناشدا إياها– بصوت خافت حنون! – أن تاخذ بالها من المدنيين وهى تقتحم وتدمر مدن غزة وقراها، بطائراتها ودباباتها بوحشية تشهدها وتدينها اليوم شعوب العالم كله..؟ ما هو إذن المستحيل الثالث بدلا من الخل الوفى...؟ إنه فى الحقيقة حل الدولتين الذى نسمع عنه ولا ولن نراه! فهذا الحل طرح فى نفس قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين فى عام 1947 أى منذ ستة وسبعين عاما، وتم إقراره فى عديد من القرارات الدولية التى توالت منذ ذلك الحين.. وتتزايد الصيحات فى مناسبات عديدة عن حل الدولتين، ولكننا لا نرى ولا نلمس شيئا...لماذا..؟ لأن متشددى كلا الطرفين يرفضونه! فرئيس وزراء إسرائيل –اليمينى المتطرف، والمسئول الأول عن مجازر غزة، يرفض بإصرار ذلك الحل، ويضع شروطا تلغى فكرة الدولة أصلا! وفصائل فلسطينية لاتزال تنادى بتحرير فلسطين كلها – من النهر إلى البحر. والأهم من ذلك أننا لم نر من الفلسطينيين تصورا ورؤية مشتركة، ومشروعا موحدا منهم، لدولة فلسطينية، واحدة وجامعة، تتجاوز تنظيماتهم وجبهاتهم المتعددة، يتفقون عليها ويقولون هذه دولتنا!