بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
«الولس» كلمة عامية، ولكنها ايضا كلمة عربية فصحى بتسكين اللام، بمعنى الخديعة والخيانة. و «الولس كسر عرابى» هو قول أو مثل مصرى، ولكنى لم أعثر عليه فى معجم الأمثال الشعبية لأحمد تيمور باشا. ما مناسبة هذا المثل اليوم؟ مناسبته ترتبط بتاريخ اليوم، أى 13 سبتمبر! فعندما قرأت هذا التاريخ استدعى إلى ذهنى ما حفر فيه بشأنه ضمن دروس مادة التاريخ التى تلقيناها فى المرحلة الإعدادية عن الثورة العرابية. إنه اليوم الذى وقعت فيه معركة التل الكبير التى هزم فيها أحمد عرابى أمام الإنجليز قبل أن يتخذوا طريقهم إلى القاهرة فى بداية الاحتلال الإنجليزى الطويل لمصر عام 1882.
والحقيقة أن شخصية أحمد عرابى تفاوتت الآراء بشأنها تفاوتا كبيرا، فمن أبرز الكتب المصرية التى تناولت الثورة العرابية باستفاضة كتاب المؤرخ الكبير عبد الرحمن الرافعى، وكتاب الصحفى والكاتب الكبير صلاح عيسى عن الثورة العرابية.
وفى حين أن الرافعى تحامل بشدة على عرابى، فإن صلاح عيسى اهتم بالتحليل الاجتماعى والاقتصادى للثورة العرابية.
غير أنه مما لاشك فيه أن أحمد عرابى كان زعيما وطنيا مخلصا لبلده، غيورا عليها، وعبر بشجاعة عن إرادة الأمة المصرية فى مواجهة الخديو والإنجليز، ولكنه لم يمتلك الدهاء ولا المهارة العسكرية أو السياسية التى تمكنه من المواجهة الناجحة مع خصومه، والتى تحميه من المؤامرات والخيانة التى تعرض لها، بدءا من خيانة الخديو توفيق وديليسبس... وحتى خيانة بعض الباشوات مثل خنفس باشا، وبعض الضباط مثل على يوسف،أو حتى خيانة البدو الذين أطلعوا الإنجليز على مواقع جيش عرابى.
وانتهى الأمر بمحاكمة عرابى ونفيه إلى سيلان، تخفيفا لحكم الإعدام الذى صدر ضده. ويبقى تاريخ 13 سبتمبر حاملا لذكرى حزينة فى التاريخ المصرى المعاصر!