بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
اليوم تحل الذكرى الخامسة والأربعون لحرب أكتوبر المجيدة، وهى تحل هذا العام أيضا فى نفس يوم السبت الذى وقعت فيه الحرب، يوم العطلة اليهودية والذى وافق أيضا عام 1973 يوم كيبور، أو عيد الغفران لدى اليهود. لقد كان هذا التوقيت أحد عناصر المفاجأة الإستراتيجية فى ذلك اليوم المجيد من تاريخنا المعاصر. لأن يوم كيبور فى الشريعة اليهودية هو يوم عطلة كامل يحظر فيه أى نشاط عدا العبادة وطلب المغفرة. غير أن مفاجأة حرب أكتوبر لم تكن فقط فى التوقيت، وإنما كانت أيضا فى الطريقة العبقرية التى يعود الفضل فى ابتكارها إلى اللواء باقى زكى يوسف (الذى غادر عالمنا هذا العام فى يونيو الماضى عن عمر يناهز 87 عاما) لتحطيم خط بارليف (نسبة إلى حاييم بارليف رئيس الأركان الإسرائيلى فى فترة ما بعد 1967 ) عن طريق استخدام مضخات المياه لتحطيم الساتر الترابى له والذى كان يرتفع بطول بين 20 و 22 مترا على طول الجانب الشرقى من القناة.لقد تكبدت إسرائيل فى حرب أكتوبر أكبر خسائر فى تاريخها (ما يقرب من عشرة آلاف قتيل و 20 ألف جريح، وألف دبابة و 300 طائرة). وحرب أكتوبر أيضا قصة تشرف الدول العربية النفطية التى حفزها الإنجاز على جبهة القتال أن تعلن تخفيض أو حظر تصدير النفط إلى الولايات المتحدة وحلفائها بسبب مساندتهم إسرئيل. تلك كلها عناصر ملحمة رائعة ربما كان جيلنا - الذى شهد فى شبابه الهزيمة المهينة فى 1967 وتجرع مرارتها- هو أكثر الاجيال وعيا بمغزاها العظيم، وإحساسا بتأثيرها المعنوى الهائل.إن من المهم تماما أن ننقل للأجيال الصاعدة قصة حرب أكتوبر، حيث يمكن مثلا أن تنظم وزارة التربية و التعليم رحلات لطلاب المدارس الثانوية وما فى مستواها لبانوراما حرب أكتوبر بالقاهرة، فضلا بالطبع عن تذكيرنا بأناشيد وأغانى أكتوبر التى أبدعها المؤلفون والملحنون والمطربات والمطربون المصريون على نحو رائع خلد إنجاز أكتوبر العظيم.
نقلا عن الأهرام القاهريه
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع