بقلم-د.أسامة الغزالي حرب
لو كنت عضوا فى الحركة المدنية الديمقراطية، لسجدت شكرا لله على نحو ما يفعل عادة محمد صلاح بعدما يحرز فوزا على خصمه، عقب حادثة النادى السويسرى، بالرغم من أن ذلك الهدف سجله الخصم فى نفسه! فالحركة المدنية الديمقراطية هى حركة سياسية تشكلت عام 2017 من مجموعة من الأحزاب الأقرب للتوجهات الاشتراكية الديمقراطية والليبرالية، والتى تفتقد- مثل كل الأحزاب القائمة الآن فى مصر إلى قواعد جماهيرية يعتد بها. وأبرز ما قامت به تلك الحركة هو أنها دعت فى يناير الماضى الشعب المصرى إلى عدم التصويت فى الانتخابات الرئاسية التى فاز فيها الرئيس السيسى بفترة رئاسية ثانية.غير أننى علمت من أحد أبرز أعضاء تلك الحركة أنهم كانوا ينوون التجاوب مع دعوة الرئيس السيسى فى خطابه الأخير المهم أمام مجلس النواب عقب أدائه لليمين الدستورية، والذى قال فيه بالنص :«إن مصر العظيمة تسعنا جميعا بكل تنوعاتنا وبكل ثرائنا الحضارى، وإيمانا منى بأن كل اختلاف هو قوة مضافة إلينا وإلى أمتنا، فإننى أؤكد لكم أن قبول الآخر وخلق مساحات مشتركة فيما بيننا سيكون شاغلى الأكبر لتحقيق التوافق والسلام المجتمعى......ولن أستثنى من تلك المساحات المشتركة إلا من اختار العنف والإرهاب والفكر المتطرف... مصر للجميع وأنا رئيس لكل المصريين من اتفق معى ومن اختلف». غير أن حادثة النادى السويسرى أتت لتغير من مسار الأحداث كلها، ولتدفع أعضاء الحركة للعودة للاحتشاد فى مواجهة المخاطر التى كشفت عنها تلك الحادثة، والتى تبعد تماما عن التوجهات الإيجابية الرائعة التى تضمنها الخطاب الأخير للرئيس السيسى. ولكن...«عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم» كما تقول الآية الكريمة، فالحركة المدنية قفزت تحت الأضواء كما لم يحدث من قبل، وكذلك- بالمرة- النادى السويسرى بامبابة، ورمضان كريم!
نقلا عن الأهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع