د.أسامة الغزالي حرب
أعترف ابتداء بأننى أكرر ما أقول فى هذه الكلمة ربما للمرة العاشرة فى كل مناسبة للاحتفال بتحرير سيناء، ففى تقديرى أن الاحتفال الحقيقى بتحرير سيناء، هو تحريرها من الإهمال ومن فقر التنمية فيها، تحريرها من الأفكار والأوهام العقيمة التى تحول دون تنميتها وتعميرها! لقد تم تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى فى 1982 أى منذ 34 عاما فماذا فعلنا فيها؟ أو: هل ماتم فيها يتسق مع الكلام الكثير حول التنمية والتعمير هناك؟ وهل يسمع المواطن المصرى الآن أخبار سيناء إلا من خلال أنباء »ملاحقة العناصر التكفيرية« التى استشرت كالسرطان فى شمال سيناء لأسباب لا محل لبحثها هنا؟ إننى لا أتردد أيضا فى تكرار مقارنة ما يجرى فى سيناء بما جرى و يجرى فى امتدادها شمالا فى صحراء النقب فى إسرائيل. إن النقب تزدحم بالمنشآت الاقتصادية و العلمية و البحثية المزدهرة ، فضلا عن وجود مفاعل ديمونة النووى فى قلبها وصناعات أشباه الموصلات وصقل الماس، وقاعدة للأقمار الصناعية وواحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية فى العالم....فماذا فعلنا نحن فى سيناء؟ إننى أكرر هنا أيضا التساؤل عن المشروع القومى لسيناء، الذى وضعته هيئات دولية محترمة و بدأ تنفيذه عام 1992 على أن ينتهى فى 2017 أى العام القادم؟! وبهدف رفع سكان سيناء إلى 3 ملايين مواطن.ولكن هذا كله آل إلى لاشىء تقريبا! هل تتذكرون ترعة السلام ؟ أين هى الآن؟ ومع ذلك كله فسوف أتفاءل بما تحدثت عنه أخيرا الوزيرة المتميزة د.سحر نصر عن رصد 1,7 مليار دولار ضمن الاتفاقيات التى وقعت أخيرا مع صندوق التنمية السعودى للمساهمة فى تعمير سيناء، منها مليار ونصف مليار قرضا ميسراو 200 مليون دولار منحة لا ترد. وقالت د. سحر أيضا أنه سوف تنشأ فى سيناء منطقة صناعية و9 تجمعات سكانية ثمانية منها فى شمال سيناء، بالإضافة إلى مشروعات أخرى هامة بما فيها جامعة الملك سلمان بجبل الطور.هذه كلها يمكن أن تكون قفزة ثورية فى تعمير سيناء نتمنى أن تتحقق هذه المرة، وإنا لمنتظرون!.