بقلم د.أسامة الغزالي حرب
وسط القضايا والمشكلات التى تشغلنا جميعا، خاصة محنة أو كارثة الغش الجماعى المنظم فى امتحانات الثانوية العامة، والتخبط الشائن الذى تعالج به...ذكرنا محرك البحث الأشهر على الإنترنت «جوجل» يوم الثلاثاء الماضى بعيد الأب، الذى يحتفل به فى أنحاء كثيرة من العالم، على غرار عيد الأم، سواء فى نفس ذلك اليوم (21 يونيو) أو فى يوم غيره، وإن كان معظمها يتم فى شهر يونيو (وبالمناسبة، فإن التسمية أو الترجمة الدقيقة هى يوم الأب أو يوم الأم، وليس عيد الأب أو عيد الأم !) وليس الاحتفال بعيد الأب جديدا، ولكن تعود أصوله للعصور الوسطى فى أوروبا حيث كان يحتفل به فى يوم 19 مارس متزامنا مع عيد «سان جوزيف» ثم انتقل الاحتفال به للولايات المتحدة بواسطة الإسبان والبرتغاليين. ويسجل أن أول احتفال به هناك تم فى يوليو 1908 فى فيرمونت قرب فرجينيا عقب كارثة وقعت فى أحد المناجم فى ديسمبر 1907 راح ضحيتها 361 رجلا منهم 250 من الآباء الذين خلفوا وراءهم ما يقرب من ألف طفل يتيم. غير أن استقرار الاحتفال بعيد الأب تم بفضل جهود «سونورا سمارت دود» التى تأثرت بوالدها ويليام جاكسون سمارت الذى كان أرمل تفرغ لرعاية أطفاله الستة عقب وفاة أمهم، فقادت حملة لتخصيص احتفال بيوم الأب، وهو ما تم فعلا لأول مرة فى 19 يونيو عام 1910 لتنتشر تلك العادة بعد ذلك فى دول أخرى فى كل أنحاء العالم فى توقيتات مختلفة. إننى أعتقد أن هناك ما يبرر أن نحتفل فى مصر أيضا بعيد الأب أو يوم الاب. وإذا كان الصحفى الكبير الراحل على أمين قد قاد الحملة التى أدت إلى إقرار الاحتفال بعيد الأم فى 21 مارس (عيد الربيع) من كل عام فإننى أتصور أن يبادر المجلس القومى للمرأة و المجلس القومى للطفولة والأمومة ، فضلا بالطبع عن وزارة التضامن الاجتماعي، برد هذا الجميل للرجال، وبحث هذا الموضوع، واقتراح التوقيت الملائم له على نحو موضوعى نزيه يستلهم حضارة مصر العريقة وتراثها الثقافى الخصب.