بقلم د.أسامة الغزالي حرب
هذا الاثنين لا اتحدث عن كتاب و إنما عن وثيقة لها أهمية أكثر من كتب كثيرة هى وثيقة (تجديد الخطاب الديني) التى يعتزم الأزهر إصدارها بعد مناقشات دارت لأكثر من عام وكتب صيغتها النهائية استاذنا الكبير د. صلاح فضل، ونشرت فى المصرى اليوم(22/6). وهذه ملاحظاتى العامة: أولا، نحن بالدقة إزاء (ورقة عمل) تتضمن القواعد أو المنطلقات التى يفترض أن تقوم عليها عملية تجديد الخطاب الديني، تلك هى التسمية الأدق للوثيقة. . ثانيا، لاحظت أن أغلب الذين شاركوا فى مناقشات الوثيقة ـ مع كامل الاحترام- هم من رجال الازهر الذين يفترض ان التجديد يتجه لأفكار الكثيرين منهم. غير ان الأهم من ذلك والأدهى أنه يبدو ان متوسط أعمار الغالبية العظمى من هؤلاء «المجددين» ، سواء من الازهر أو من «المفكرين و المثقفين»، هو فى الغالب منتصف أو أواخر السبعينيات، مع انه يفترض أيضا الاهتمام بالأجيال الشابة الصاعدة فى الأزهر وخارجه الداعية والمتحمسة للتجديد...فأين هم؟ ثالثا، مفهوم التجديد غير واضح، والمسألة أعقد من فكرة عدم التخلى عن الأصول الثابتة، لأنه لا يتصور التخلى عن الأصول الثابتة فى العقائد، ولكن الحديث والاجتهاد هو حول الأصول الثابتة فى المعاملات. رابعا، يحمد للوثيقة عودتها لجهود المجددين الأوائل، ولكننى أعتقد أن تعقب تلك الجهود ينبغى ألا يقتصر على المشهورين والمحدثين منهم مثل طه حسين وعلى عبدالرازق فقط ولكن هناك كثيرون جديرون بالاهتمام والعودة لآرائهم مثل الشيخ عبد المتعال الصعيدى الذى ألف كتبه المهمة عن تاريخ الإصلاح فى الأزهر، والمجددون فى الإسلام..إلخ . وأخيرا فإن الهدف من عملية التجديد يتصور ألا تكون مجرد رد فعل للرد على عملية تشويه الإسلام، وإنما تقديم الإسلام بصورة متطورة تقدم جوهره يشكل يتناسب مع العصر وينسجم مع مفرداته...هل شاهدتم محمد على كلاى وهو يتحدث عن الاسلام؟ هل شاهدتم رده على المذيع الذى يسأله لماذا لا تستعين بحراس خصوصين؟ أرجو أن تشاهدوه لتروا كيف طور كلاى وكيف بسط الخطاب الدينى الاسلامى!.