د.أسامة الغزالى حرب
اليوم، الثلاثون من يونيو 2014 تحل الذكرى الأولى لانتصار الثورة المصرية، تلك الثورة التى أشعلها شباب مصر فى 25 يناير 2011 وتواصلت تداعياتها وتقلصاتها، إلى أن حققت انتصارها النهائى فى 30 يونيو 2013.
وبين الحشد الجماهيرى الكبير الذى فاجأ العالم فى يناير 2011 وحتى الحشد الأسطورى فى يونيو 2013 عاش المصريون سبعة و عشرين شهرا انتقلت فيها مصر من حكم حسنى مبارك، إلى حكم المجلس الاعلى للقوات المسلحة، إلى حكم الإخوان المسلمين، الذى انتهى فى 30 يونيو وانتهى معه وجود "الجماعة" فى مصر! وأذكر اننى فى يوم الخميس 20 يونيو الماضى(2013) كنت ضيفا على مؤتمر منظمة "التضامن القبطى" التى تضم المصريين من أقباط المهجر فى الولايات المتحدة‘ فى واشنطن، والذى نظمه الباحث المصرى مجدى خليل، وعقد فى إحدى قاعات الكونجرس الأمريكى ، وشارك فيه باحثون و سياسيون مصريون و امريكيون، وأذكر اننى بادرتهم بالقول إننى أتمنى أن يغيروا اسمهم إلى "التضامن المصرى" وليس القبطى! وعلى أى حال، كان الهاجس السائد فى ذلك الوقت هو الأوضاع فى مصر وما سوف تئول إليه فى ظل حكم الإخوان، خاصة وهم يشاهدون عن قرب الدعم الكبير واللا محدود الذى تقدمه حكومة البلد الذى يعيشون فيه للإخوان! وأذكر اننى قلت لهم أن يوم30 من الشهر الذى كنت أتحدث فيه(يونيو 2013) سوف يشهد نهاية الإخوان المسلمين، بعد عام من الفشل الكامل الذى فاجأ الجميع، فقد ظهر أنهم لا يملكون رؤية ولا مشروعا سياسيا يتجاوز شعاراتهم العامة، ولا أفكارا أو سياسات عامة بشأن قضايا الحكم و تسيير البلد مثل التعليم أو الصحة أو الإسكان ...إلخ على نحو ينطوى على أى تغيير جذرى أو ثورى. وعندما سألونى :لماذا 30 يونيو بالذات قلت لهم لأنه الموعد الذى حددته حركة "تمرد" الشبابية التى أفلحت فى تجميع ملايين الاستمارات من المواطنين الذين يقرون فيها برفضهم حكم الإخوان، ويطالبون بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وقد حدث، وكان ما كان فى 30 يونيو عام 2013 الذى تحل ذكراه الأولى اليوم (30 يونيو 2014) وشتان ما بين اليومين!