بقلمد.أسامة الغزالي حرب
ارجو ان يعذرنى القارئ الكريم فى اختيارى لهذا العنوان الذى لا أقصد به شخصا معينا، و إنما نمط محدد من السلوك، كما سوف أشرح حالا. ولكن، ابتداء...من هو بعجر السخيف؟ هو شخصية من شخصيات مجلة "سمير" التى كنت أواظب على قراءتها فى أيام الطفولة البعيدة، وذلك ضمن شخصيات المجلة التى لم تختف من ذاكرتى مثل "باسل" و"سمير وتهته"، و"سامبو ودقدق" و"الملك بهلول"....إلخ أما "بعجر السخيف" فكان يرمز إلى الشخص الذى يتفنن فى "العكننة" على الآخرين، بدون مبرر، أو لأسباب واهية غير منطقية. لقد تداعت إلى ذهنى هذه الخواطر وأنا اقرأ تعليقا لأحد الأطباء الأفاضل فى "بريد الاهرام" يوم الخميس الماضى (28/4) بعنوان "حكاية الفسيخ" تحدث فيه عن طقوس الاحتفال المصرى التقليدى بشم النسيم بما فى ذلك بالطبع أكل الفسيخ. ثم قال بالنص "الفسيخ ما هو إلا سمك من نوع البورى تم تعفينه عمدا بواسطة الميكروبات الموجودة فى الطبيعة- الفلورا الميكروبية-....إلخ" . لقد قفز الى ذهنى المثل الشعبى المصرى "الملافظ سعد"!، ولكن المسألة فى الحقيقة ليست مجرد اختيار ألفاظ و لكنها تنطوى على تعميم غير علمى وغير جائز على الإطلاق، فأنا ياسيدى مواطن مصرى، ثم إننى أيضا أعتز بمصريتى وأحب وأحترم عاداتنا المصرية القديمة والأصيلة، وفى مقدمتها الاحتفال بشم النسيم بكل طقوسه المتوارثة منذ آلاف السنين، بما فى ذلك أكل الفسيخ أو سمك البورى المملح! وهناك فارق هائل بين النصح الواجب بأن يتم التأكد من تمليح الفسيخ بطريقة سليمة، والتوصية بعدم الإكثار منه، وبين القول القاطع بأن "الفسيخ هو سمك عفن".لا يا دكتور، هو سمك تم حفظه بالتمليح، وانت تعلم أن التمليح هو أحد أساليب حفظ الأطعمة (ويمكن هنا مثلا الإشارة إلى سمك البكلاه المملح الذى كان يستورد فى مصر على نطاق واسع من أوروبا فى فترة عيد الفطر بالذات، مع التسليم طبعا بالاختلاف الجذرى بين طريقة تمليحه وتمليح الفسيخ). وعيب أن نقول إننا نحن المصريين تعودنا على أكل السمك "العفن"! الفسيخ مثل أى طعام يمكن ان يتعرض للعفن إذا اسئ حفظه، فيا أيها المواطن استمتع بشم النسيم واحرص على شراء الفسيخ من أماكن مأمونة، ولا تسرف فى أكله، وكل عام وأنتم بخير!