د.أسامة الغزالى حرب
«الحوار الثقافى و التنمية الشاملة..رؤية لبناء مستقبل مصر»، ذلك هو عنوان الندوة الكبيرة التى نظمها «منتدى حوار الثقافات» بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية يومى 4و 5 نوفمبر الماضيين، و التى حضرت جلستها الاخيرة فى صباح الأربعاء الماضى (5/11).
إننى فى الواقع صديق قديم للهيئة الإنجيلية، أبرز المنظمات الاجتماعية للمسيحيين الإنجيليين (أو: البروتستانت) فى مصر. إن للكنائس المصرية الرئيسة الثلاث : الأورثوذكسية، و البروتستانتية و الكاثوليكية تجمعاتها المدنية و أنشطتها الاجتماعية التى تبنى الجسور بين الكنيسة والمجتمع، على نحو صحى يفيد الجانبين، و فى هذا الإطار تقدم الهيئة الإنجيلية خدماتها المتميزة، فى كثير من المواقع، لمجتمعها المحلي، بصرف النظر عن ديانة المتلقين، و بالتوازى مع تلك الأنشطة التنموية، تعقد الهيئة بين وقت و آخر ندوات و أنشطة ثقافية مثل تلك المشار إليها. و وسط حضور متميز و متنوع، ممثل لكل أطياف المجتمع المصري، ناقشت الندوة عديدا من القضايا المهمة، وفقا لبرنامجها المكتوب: فالجلسة الأولى خصصت للأبعاد السياسية للحوارليتحدث فيها محمد أبو حامد رئيس حزب حياة المصريين، و يناقشه باسل عادل بإدارة الزميل الفاضل د. سعيد اللاوندي. أما الأبعاد الاقتصادية للحوار الثقافى المنشود فكان الحديث فيها من نصيب د. نهال المغربل و د. بسنت فهمى بإدارة الزميل و الصديق أ. عبد القدر شهيب. و أدار الجلسة المخصصة للثقافة و التعليم د. سامية قدرى وتحدث فيها د. سعيد المصرى و الشاعر سيد حجاب. وكان نصيبى فى الجلسة الأخيرة للحديث عن «دور المواطن فى بناء الدولة» مع د. أنور مغيث مدير المركز القومى للترجمة، حيث أدارت الجلسة الأستاذة نهلة المدنى مدير عام التحليل السياسى بالتليفزيون المصري. وفى حديثى قلت أن المواطن المصرى أثبت فى ثورة 25 يناير المجيدة ثقته فى قدرته على «تغيير» النظام، و تصميمه على ذلك، و قد نجح بالفعل فيما أراد. وبنفس الروح انهمك فى عملية بناء النظام البديل، و قلت إن قدرة المواطن على هذا البناء ترتبط ب»تمكينه» من أداء دوره على أفضل نحو من خلال نظام تعليمى حديث تعود فيه المدرسة إلى أداء دورها المركزي، ومن خلال أجهزة ثقافية نشيطة و مستنيرة، و من خلال نظام إعلامى يعكس مكتسبات ثورتى 25 يناير و 30 يونيو و أهدافهما النبيلة!