بقلم د.أسامة الغزالي حرب
الخبر الذى ذاع أخيرا حول حذف اسم وصورة د. محمد البرادعى من كتاب اللغة العربية للصف الخامس ابتدائى للتيرم
الثانى ضمن الحائزين على جائزة نوبل هو نموذج شائن ومحزن لحالة التعليم فى مصر والتى وصلت لوضع كارثى. ومن يتصور اننى أبالغ فيما أقول عليه أن يتأمل ذلك الخبر كما قرأته على موقع اليوم السابع مساء يوم 21 مارس بعنوان «المتحدث باسم التعليم: حذفنا شخصية البرادعى لأنه أكبر من وعى الطلبة».و سوف أعيد نشر أجزاء الخبرمع تعليقى عليه:
الجزء الاول: «أكد بشير حسن المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم أنه تم حذف اسم وصورة د. محمد البرادعى نائب رئيس الجمهورية السابق من كتاب اللغة العربية للصف الخامس الابتدائى ضمن الحاصلين على جائزة نوبل», هذا الخبر يتضمن - ابتداء- جريمة تتمثل فى الكذب وتشويه التاريخ، سواء كان المحذوف هو اسم البرادعى أو أى اسم آخر، فالمفروض أن نقدم لتلاميذنا الحقائق كما هى، لا أن نزيفها أو نطمسها تحت أى سبب أو مبرر.
الجزء الثانى: «و قال المتحدث ان الموضوع كان يتعلق بنجيب محفوظ، وصورة البرادعى كانت لتدريب التلاميذ عليها فقط» ما معنى هذا؟ أرجو ان يشرح لى أحد تلك العبارة!
الجزء الثالث: «اتصل بنا اكثر من ولى امر و عدد كبير من المدرسين طالبوا بحذف الصورة وكل ما يتعلق بالبرادعى لأن الموضوع كبير على عقل الطالب فى المرحلة الخامسة». مرة أخرى : هل فهمتم شيئا؟ و هل أولياء الامور هم الذين يحددون المناهج الدراسية أم إن هناك لجانا متخصصة رفيعة المستوى علميا وتربويا تقوم بتلك المهمة؟ وما معنى أن الموضوع كبير على عقل الطالب؟ وما معنى أن يستوعب عقل الطالب حصول محفوظ أو زويل أو السادات على نوبل ولكنه لا يستوعب حصول البرادعى عليها؟
فى تقديرى هناك احتمالان احلاهما مر: إما ان هناك عناصر من القوى المناهضة والرافضة لثورة يناير تسيطر على إعداد المناهج، وإما ان ذلك هو المستوى الفعلى المتدنى السائد الآن فى وزارة التعليم، وذلك هو الأرجح، ولك الله يا مصر!