د.أسامة الغزالي حرب
سألنى بعض الأصدقاء لماذا تهتم بقضية التطبيع، ولماذا تعرض نفسك لمشاكل لست فى حاجة لإثارتها ضدك؟ أم أنك تدافع عن نفسك باعتبارك من المطبعين؟ وكانت إجابتى واضحة، وهى أن المسالة ليست شخصية على الاطلاق، و تاريخى فى التطبيع- كما يعلم البعض- يتلخص بالذات فى واقعتين فى عام 1997 اولاهما الزيارة الوحيدة التى قمت بها لإسرائيل وكان ذلك فى سياق موجة التفاؤل بالسلام الشامل بعد الاتفاق الفلسطيني- الاسرائيلي، ثم الاردني- الاسرائيلي، وأذكر أننى كنت فى صحبة المرحومين د.أسامة البازو الاستاذ لطفى الخولى وكذلك د. عبد المنعم سعيد وآخرين لا أتذكرهم للأسف...أما الواقعة الثانية فهى أننى كنت من بين الصحفيين و المثقفين الذين التقوا مع رئيس الوزراء الإسرائيلى الذى كان قد تولى منصبه حديثا فى ذلك الحين، بنيامين نيتانياهو وحضر إلى مصر لمقابلة الرئيس مبارك، الذى طلب من د. اسامة الباز أن يرتب له لقاء مع المثقفين المصريين ليتعرف عن قرب على موقف الشعب المصرى من إسرائيل ورفضه لسياساتها العدوانية، وأذكر من بين من حضروا هذا اللقاء د. صبرى الشبراوى و المرحوم الأستاذ عبد الستار الطويلة وزميلاى بالاهرام د.هالة مصطفى و د. طه عبد العليم، وغيرهم. و عدا ذلك لا أتذكر بالضبط إن كنت قد قابلت احد السفراء الاسرائيليين خاصة واننى مقل بشكل عام فى حضور حفلات السفارات، القضية إذن ليست شخصية، وإنما أراها كما يلي، وهو أنه بالرغم من وجود علاقات رسمية بين حكومتى مصر واسرائيل، فإن من حق الشعب المصري، و المواطن المصرى أن يقبل أو أن يرفض التعامل مع الإسرائيليين، و لذلك فإننى أحترم رأى أولئك الذين يرفضون التطبيع،تماما مثلما أحترم رأى من يقبلونه، ولكننى أرفض إدانة أو مهاجمة من يقبل بالتطبيع بأى شكل، لأنه ينطوى ببساطة على اعتداء صارخ على حق المواطن-أى مواطن- فى أن يتبنى الرأى أو الموقف السياسى الذى يقتنع به!
وبالمثل، فإنه من السخف أن يدعى أى إنسان أو أى جهة أن الشعب المصرى كله يرفض التطبيع أو أنه يقبل التطبيع، هناك من يرفضون، وهناك من يقبلون، وهناك من لا يهتمون بالموضوع أصلا، أما النطق باسم الشعب كله ، واعلان المواقف بالنيابة عنه، فتلك ممارسات تسلطية تنم عن ذهنية لا علاقة لها بالديمقراطية من قريب أو بعيد. ويتبقى اخيرا موقف نقابة الصحفيين. ذلك هو موضوع الغد!