بقلم د.أسامة الغزالي حرب
لا أجد كلمة أصف بها المداخلات التى شاهدتها وسمعتها مع الكثيرين فى حلقة يوم الثلاثاء الماضى (15/3) من برنامج وائل الأبراشى "العاشرة مساء"، على قناة دريم 2، أكثرمن أنها كانت نوعا من العبث الذى ينم عن نوعية متخلفة و كارثية من التفكير،التى أتمنى، بل لا أتصور أن تكون هى السائدة لدى الأجهزة الأمنية المعنية فى الدولة، (و أنا لا استعمل هنا التعبير الغامض السخيف القديم إياه "الأجهزة السيادية")!.قد كان موضوع الحلقة هو البيان الذى صدر عن البرلمان الأوروبى فى الاسبوع الماضى عن حالة حقوق الانسان فى مصر والذى تضمن انتقادات قاسية ومبالغا فيها حول وضع تلك الحقوق.
الحلقة ضمت السفيرين معصوم مرزوق وحسين هريدى ومعهما اللواء خالد زردق الذى قدم باعتباره "خبيرا أمنيا" وكذلك الناشط الحقوقى أشرف طلبة. لقد بدأ السفيران الفاضلان بتقديم شرح وتعليق موضوعيين ومتوزانين لذلك البيان وحدود فاعليته و تأثيره، واقتراح ما ينبغى عمله إزاءه...إلى هنا والأمور تجرى بشكل منطقى سليم....إلى أن تدخلت متحدثة بالتليفون عرفها الأبراشى بأنها "مذيعة زميلة"! اسمها ريهام نعمان فإذا بها تتحدث بغرور وصلافة تثير الضحك والرثاء معا وتنبه السفيرين المخضرمين المحترمين إلى ضرورة ألا تكون قضايا الأمن القومى محلا لوجهات نظر، بل هى وجهة نظر واحدة هى التى تعبر عنها بالطبع، وان بيان الاتحاد الأوروبى ليس إلا إحدى محاولات خنق مصر، وأن المجتمع المدنى جواسيس وخونة وعملاء داخل السفارات، ونبهت الأبراشى إلى أن مالدى ضيوفه من معلومات ليست إلا قشورا مما هو موجود فعلا، ثم وبختهما لحديثهما عن امكانية فتح مكتب لمفوضية حقوق الانسان فى مصر لأن ذلك سوف ينتقص من سيادتها...غير أن ما أفزعنى هو أن سيادة "الخبيرالأمنى" صدق على كلامها، ثم زاد الطين بلة تصديق رجل الأمن السابق اللواء فاروق المقرحى الذى أخذ يسرد علينا تاريخ الولايات المتحدة الأسود فى حقوق الإنسان منذ إبادة الهنود الحمر وحتى حروب الجيل الرابع! غير أننى ألوم السفيرين الفاضلين على أدبهما الشديد الذى منعهما من التعليق على ذلك الهراء كله، لماذا....؟ لأن هذا الكلام لو رصد بجدية من الاتحاد الأوروبى أو أى منظمة دولية معنية فسوف يكون أمرا شائنا فى حق بلدنا وإعلامنا.