توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بالجزمة !

  مصر اليوم -

بالجزمة

د.أسامة الغزالي حرب

أشعر بالأسف والحزن للسقطة التى وقع فيها البرلمانى المحترم الاستاذ كمال أحمد، ليس فقط لمحاولته ضرب زميله فى المجلس بالحذاء، وإنما ـ وذلك هو المؤلم أكثر- لقوله انه مستعد لأن يكرر فعلته تلك! إن من الخطأ البالغ أن يخضع الإنسان ـ أى إنسان ـ لانفعالاته إلى هذا الحد...فما بالك إذا كان برلمانيا وسياسيا مخضرما مثل كمال أحمد؟ لا يا أستاذ كمال، هذا الفعل يسىء إلى البرلمان المصرى كثيرا، وفى الوقت الذى يزور فيه رئيس الجمهورية اليابان فى زيارة مهمة بلاشك، شوشت أنباء جزمتكم على أنباء تلك الزيارة ! وللأسف أضيفت تلك الواقعة الى النوادر التى أتحفنا بها البرلمان الحالى منذ افتتاحه بدءا من الأخطاء فى قراءة اللغة العربية و القسم الدستورى بل والآيات القرآنية ،..وحتى مطالبة عضو لزميلاته بارتداء زى محتشم واختيار اعضاء لرئاسة لجان فى مجالات بعيدة عن ممارساتهم...إلخ. لقد كنت أفكر- قبل واقعة الحذاء تلك- فى أن أكتب متسائلا: هل يعد مجلس النواب لاحتفال يليق باستكماله هذا العام مائة وخمسين عاما من عمره منذ انشاء مجلس شورى النواب فى عهد الخديوى إسماعيل عام 1866 ؟ فهل تلك ممارسات تليق بذلك التاريخ العريق؟ غير أن مسألة الحذاء تثير فى تقديرى مسألة أهم وهى أنها تعكس منطقا أو منهجا غير قابل للاختلاف مع الآخر! فقضية التطبيع مع اسرلئيل مثل اى قضية أخرى- تحتمل من يرفضها و من يقبلها، وإذا تصورنا جدلا أن 99% من المصريين يرفضون التطبيع فإن عليهم أن يحترموا ويقبلوا رأى الـ 1% الذين يقبلونه، تلك ألف باء الديمقراطية! ولا يستطيع أى شخص أيا كان أن يدعى أنه يمثل الشعب المصرى كله! خطورة هذا الحديث أنه مضاد- من حيث المبدأ- للفكرة الديمقراطية، وإذا لم يكن عضو البرلمان هو الحريص على الديمقراطية، وعلى حق أى مواطن ـ فضلا عن أن يكون نائبا بزميل له - فى أن يعبر عن رأيه، فمن إذن سوف يحرص على ذلك؟ إن للفيلسوف الفرنسى الكبير فولتير كلمته الشهيرة التى مضمونها «قد أختلف معك فى الرأى ولكنى على استعداد لأن أدفع حياتى ثمنا لحقك فى أن تعبر عن رأيك».. ولكننا هنا لن نطلب من أحد أن يضحى بحياته، فقط نرجوه ألا يستعمل حذاءه ! 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بالجزمة بالجزمة



GMT 15:22 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الفشل الأكبر هو الاستبداد

GMT 15:21 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

حافظ وليس بشار

GMT 15:17 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

سلامة وسوريا... ليت قومي يعلمون

GMT 15:06 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

التسويف المبغوض... والفعل الطيِّب

GMT 15:05 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

نُسخة مَزيدة ومُنَقّحة في دمشق

GMT 15:03 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الشهية الكولونيالية

GMT 15:01 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

البحث عن الهوية!

GMT 13:05 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

عودة ديليسبس!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon