بقلم د.أسامة الغزالي حرب
لا أميل عادة لاستخدام أوصاف مبالغة مثل «تاريخية» و«غير مسبوقة» و«إستراتيجية»...إلخ إلا في الموضع الذي أعتقد أنها تستحقه! غير أنني لا أتردد في القول إن النتائج التي أسفرت عنها زيارة العاهل السعودي الكبير، خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر، كانت بالفعل نتائج تاريخية في مسار العلاقات الخاصة بين البلدين، وانها ذات أبعاد استراتيجية شاملة لا يمكن إنكارها. ويعني ذلك أيضا أن الزيارة حظيت بإعداد وتحضير جيدين، أسهمت فيه الوزارات والأجهزة المعنية في كلا البلدين، فكانت النتيجة توقيع سبع عشرة اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامجا تنفيذيا للتعاون في جميع المجالات. غير أنني قبل ذلك أشيد بالاتفاق علي إنشاء الجسر البري- الذي اقترح الرئيس السيسي تسميته جسر الملك سلمان- ليكون نقطة تحول مهمة في سبل التواصل البري بين البلدين، ويضيف إلي خريطة العالم طريقا دوليا حيويا جديدا يربط مصر ليس فقط بالسعودية وانما بمنطقة الخليج كلها، فضلا عن الربط بين آسيا وإفريقيا، بما ينطوي عليه ذلك من آفاق واسعة للتفاعل الاقتصادي والبشري. أما بالنسبة للاتفاقيات الثماني ومذكرات التفاهم الست، فإنني أشيد علي وجه الخصوص بثلاثة مشروعات، أولها إنشاء جامعة الملك سلمان بن عبد العزيز في مدينة الطور والتي تنطوي بلا شك علي طفرة في التنمية البشرية لأبناء سيناء، ويقينا فان خبرات البلدين في التعليم الجامعي توفر اساسا راسخا لجامعة ذات مستوي راق، تعطي اولوية للتخصصات والدراسات التي تلبي حاجة شبه جزيرة سيناء في مجالات تعمير الصحراء وتحلية المياه والطاقة....إلخ ولا يقل عن إنشاء تلك الجامعة أهمية مشروع التجمعات السكنية في سيناء، والتي آمل أن تستفيد من «المشروع القومي لتنمية سيناء» والذي لم يقدر له- مع الأسف- التطبيق الجاد. واخيرا فإنني احيي بشكل خاص اتفاقية تطوير مستشفي قصر العيني، ذلك الصرح العتيد للتعليم الطبي في مصر والعالم العربي. تحية للعاهل السعودي الكبير، وللعلاقة الفريدة التي نعتز بها دوما بين البلدين الشقيقين، مصر والمملكة العربية السعودية.