د.أسامة الغزالى حرب
حوادث التحرش الجنسى المشينة التى شهدها ميدان التحرير مؤخرا ، خاصة فى يوم الأحد الماضي،
فى غمار احتفالات تنصيب السيسى رئيسا للجمهورية، تستدعى ما هو أهم بكثير من مجرد الإدانة الإعلامية و المحاكمات السريعة...إلخ. إنها ظاهرة اجتماعية خطيرة لها جذورها وأسبابها القديمة والجديدة، وعناصرها المعقدة، ولذلك يجب أن تكون محلا لبحوث ودراسات جادة و شاملة يتوافر عليها أساتذة الجامعات ومراكز البحوث جنبا إلى جنب مع رجال الشرطة و الاخصائيين الإجتماعيين...إلخ. فى أيام شبابنا كانت هناك ظاهرة «معاكسة» النساء و الفتيات فى الشوارع بعبارات وتعليقات خارجة أحيانا وخفيفة الظل فى أحيان أخري، ولكن فى جميع الأحوال كانت للظاهرة حدود لا تتعداها. أما اليوم فنحن نشهد ليس فقط حالات تحرش، وانما محاولات اغتصاب جنسى فى شوارع و ميادين! وليس من الصعب تصور أسباب تلك الظاهرة الخطيرة: فهناك ملايين الشباب مابين عاطلين وأميين، وحتى خريجى معاهد وجامعات، تجمع بينهم ظروف وعوامل معروفـة، فغالبيتهم العظمى تواجه مشكلات مادية تحول دون قدرتهم على تحمل أعباء الزواج. ولكن لا يقل أهمية عن ذلك حقيقة أنهم لم يتلقوا أبدا نوعا من التربية! المتعلمون من هؤلاء الشباب لم يذهبوا إلى مدرسة، ولكنهم نتاج «الدروس الخصوصية» التى قضت على المدرسة ودورها التربوي،أما ما تلقوه من وسائل الإعلام والثقافة فلم يفلح أبدا فى تقديم تلك التربية المفقودة، فضلا عن تشوه رسالة المساجد كما نعلم جميعا، إضافة إلى عنصر جديد وهو الإنفتاح اللا محدود على المواقع الإباحية اللامحدودة على الإنترنت ! غير أنه لفت نظرى طريقة تغطية الموقع الأليكترونى للإخوان لتلك الأحداث! فقد أشار الموقع لها من خلال ماذكرته «نيويورك تايمز» عن فيديو التحرش الجنسى إياه، وكيف أنه «فضح» تنصيب السيسي! وقال إن الصحيفة تحدثت عن «محاولة مؤيدى السيسى إلقاء تهمة ما حدث بالتحريرعلى مؤيدى مرسى من الإسلاميين»، وذكر الموقع أن بعض مراسلى الفضائيات المؤيدة للسيسى وصفوا ما يحدث بالميدان من تحرش بأنه نوع من الفرح و المرح» ؟! تلك هى تغطية موقع «إخوان أون لاين»، «الإسلامي» لوقائع التحرش!.