بقلم د.أسامة الغزالي حرب
فى مقاله اليومى «بهدوء» وتحت عنوان «كيف نحكم على الأمور فى بلادنا» (16/4)، نقل الاستاذ عماد أديب عن الفيلسوف المصرى الكبير الراحل زكى نجيب محمود قوله أن أزمة العقل المتخلف فكريا هى عدم فصل الشخص عن الموضوع، وبتطبيق هذه الفكرة على موضوع «تيران وصنافير» قال عماد إن كل من يكره الرئيس السيسى تحمس للقول بأنهما مصريتان، وكل من يحب السيسى اقتنع بأنهما سعوديتان! إننى أوافق عماد على هذا التحليل على مستوى المواقف الشعبية، أما على مستوى النخب أو القيادات السياسية فإن هناك مشكلة أو ظاهرة أخرى وهى «تملق الجماهير» سعيا إلى كسب أو تدعيم الشعبية لديها.أقول هذا وقد سمعت الأخ العزيز حمدين صباحى وهو يرد على سؤال لإبراهيم عيسى عن رأيه فى الاتفاقية بشأن «تيران وصنافير» .قال حمدين بالنص : «أنا اعتبر أنه ليست هناك اتفاقية مع السعودية، إنها قضية مصيرية، تتعلق بأرضنا، باستقلالنا الوطنى، بأمننا القومى، بتاريخنا، بدم شهدائنا، بقيمتنا ...بحجم مصر فى إقليمها، فى المنطقة العربية والعالم ...دى كلها مداخل لازم توضع فى الاعتبار....» وقال صباحى أيضا «إن المصريين بما عرف عنهم ..شعب أصيل جدا فى حب الوطن، والوطنية المصرية فى قلب كل مصرى بلا استثناء...إلخ. و بدورى أقول للعزيز حمدين أننى أيضا مصرى وطنى متحمس جدا لبلدى، ولكنى أكرر أن هذا لا يمنعنى «وقد تحملت مسئولية الكتابة» من ألا أكتب إلا ما أعتقد أنه صحيح، لذلك فإننى أيضا أدعو أخى العزيز صباحى أن يعرف وأن يدرس الحقائق الموضوعية قبل أى شىء ، لأن الحقيقة فى النهاية واحدة، بصرف النظر عن المطالب أو الشعارات التى ترضى «الجماهير» وتدغدغ المشاعر الشعبية .