د.أسامة الغزالى حرب
بعدما ذكر اكثر من مصدر أن «داعش» فرضت «الختان» على النساء والفتيات فى المناطق التى سيطرت عليها فى العراق، وأكدت ذلك مسئولة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان التى أبدت تخوفها مما يمكن أن يتعرض له نتيجة لذلك أكثر من أربعة ملايين فتاة وامراة عراقية فى تلك المناطق، عادت صحف بريطانية لتنفى هذا النبأ.
غير أن هذا لا ينفى – فى الواقع- أن هناك اتجاها غالبا لدى المسلمين، سواء من العامة أو النخبة أو رجال الدين لاعتبار ختان الإناث مسـألة مستحبة بل ومطلوبة شرعا، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق! إن «الختان» لا علاقة له بالإسلام من قريب أو بعيد، ولا يمارس فى الغالبية العظمى من البلاد الإسلامية وفى مقدمتها السعودية وبلدان الخليج والجزيرة العربية، ولكنه عادة إفريقية و فرعونية قديمة، ثبتت مضارها الجسدية والنفسية على من تجرى لهن، وأصبحت الآن محرمة قانونا فى مصر، فضلا عن تحريمها على المستوى الدولى، ووفقا لقرارات الأمم المتحدة. فى هذا السياق، أتذكر أن من أفضل ما قرأته فى ذلك الموضوع هو بحث للدكتور محمد سليم العوا، سعدت بأن قرأته على أكثر من موقع على الإنترنت، أقتطف منه بالنص: خلا القرآن الكريم من أى نص يتضمن إشارة من قريب أو بعيد إلى ختان الإناث، وليس هناك «إجماع» على حكم شرعى فيه. ولا «قياس» يمكن أن يقبل فى شأنه، أما السنة النبوية فهى مصدر ظن المشروعية، لما ورد فى مدوناتها من مرويات منسوبة إلى الرسول(ص) فى هذا الشأن. والحق أنه ليس فى هذه المرويات دليل واحد صحيح السند يجوز أن يستفاد منه حكم شرعى فى مسألة بالغة الخطورة على الحياة الإنسانية كهذه المسألة”، وذكر أن الروايات المنسوبة إلى الرسول (ص) ضعيفة ومنسوبة إلى رواة مشكوك فى صدقهم. هذه فقط إشارة إلى ماكتبه د. العوا، ويمكن الرجوع إلى نصه الكامل على الإنترنت من خلال عنوانه:«براءة الإسلام من ختان الإناث»، حيث لا يزال موجودا على أكثر من موقع على الشبكة.