د.أسامة الغزالي حرب
المعركة الضارية التى خاضها د. جابر جاد نصار رئيس جامعة القاهرة لحظر ارتداء النقاب على عضوات هيئة التدريس فى أثناء عملهن بالجامعة،
ثم منع ارتداء النقاب فى المستشفيات التابعة للجامعة، تستحق أن نحييه على شجاعته فيها وإصراره عليها، بل وتستوجب من المثقفين المصريين، ومن كل من يدافع عن الاستنارة والتنوير فى هذا البلد، ألا يتركوه وحيدا، وأن يعلنوا بصوت قوى وقوفهم إلى جانبه بلا تأخر ولا تردد. إن د.جابر فى الحقيقة يسعى بدأب وإخلاص لإعادة جامعة القاهرة إلى المكانة اللائقة بها والتى تضعها على القوائم المعتمدة دوليا لأفضل خمسمائة جامعة فى العالم، وفى إطار ذلك كان منطقيا أن يصدر د.جابر قراره بأنه «الا يجوز لعضوات هيئة التدريس، و الهيئة المعاونة بجميع كليات الجامعة ومعاهدها، إلقاء المحاضرات والدروس النظرية والعملية أو حضور المعامل والتديب العملى، وهن منتقبات، حرصا على التواصل مع الطلاب، وحسن أداء العملية التعليمية وللمصلحة العامة». ولأن د.جابر قانونى بارز استطاع أن يدافع عن قراره، وقضت بالفعل محكمة القضاء الإدارى يوم 19 يناير الماضى برفض الدعاوى القضائية ببطلان قرار رئيس الجامعة، ثم استنادا إلى ذلك الحكم أصدر د.نصار قرارا بمنع ارتداء النقاب فى المستشفيات التابعة للجامعة بما يشمل الطبيبات والممرضات وطالبات الامتياز، وكما قال د.نصار، فإن من حق المريض أن يعرف من تقدم له الخدمة العلاجية سواء كانت طبيبة أو ممرضة، وألا يتلقى العلاج من شخص يتخفى خلف نقاب! غير أن المدهش، والمؤسف فى الوقت نفسه، هو أن تلك الأصوات التى ارتفعت تدعو لعدم الالتزام بحظر النقاب ومخالفة قرار رئيس الجامعة، لا تنطوى فقط على دعوة للفوضى وعدم احترام القانون، وإنما تنم عن جهل فادح بجوهر الدين الإسلامى وبالشريعة الإسلامية، يستدعى إلى أذهاننا الحديث النبوى البليغ فى إيجازه ودلالته: اهلك المتنطعون!