توقيت القاهرة المحلي 01:20:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دعاية سوداء !

  مصر اليوم -

دعاية سوداء

د.أسامة الغزالى حرب

ساقتنى الصدفة، وأنا أقضى بضعة أيام فى الساحل الشمالي، فى أثناء تقليب قنوات التليفزيون بالـ «ريموت كنترول» أن أشهد بضعة دقائق من القناة المسماة «الجزيرة مباشر مصر»،
 وشاهدت المذيع (الذى يحمل للأسف الجنسية المصرية) ويدير حوارا مع ضيفين مصريين أولهما طبيبة لا استطيع أن اجزم بهوية سياسية لها، متعاطفة مع الشعب الفلسطينى فى غزة ضد الوحشية الإسرائيلية،أما الثانى فهو طبيب «إخواني» كان يتحدث كاذبا، بطريقة تثير الدهشة و الرثاء معا، عن محاربة الإسلام فى مصر وعن منع صلاة التراويح! وتبع هذا نشرة لأخبار مصر! تخللتها فقرة تتضمن تسجيلات لعدد من الشخصيات الدولية الى تدين محاكمة بعض مراسلى الجزيرة فى مصر باسم حرية الإعلام! غير أن ما شهدته من برامج كان ينطوى بوضوح على الرد القاطع على أولئك المتباكين على حرية الإعلام، وعلى حرية صحفييى الجزيرة المقبوض عليهم! هل «الجزيرة مباشر مصر»، وأنا هنا أطرح هذا السؤال على أساتذة الإعلام فى مصر، تنتمى إلى مجال «الإعلام»؟ ولكى يكون سؤالى واضحا، فإننى أكرر أننى لا اتحدث عن قنوات الجزيرة العامة، سواء بالعربية أو بالإنجليزية، وإنما أتحدث عن “مباشر مصر”! إن هذه القناة لا علاقة لها بالإعلام بالمعنى العلمى بأى صلة، إنها إحدى أدوات الدعاية ، أو على وجه أدق «الدعاية السوداء» التى تستخدم فى الصراعات الدولية كأداة للحرب النفسية التى أخذ العالم يعرفها منذ الحرب العالمية الأولي. الدعاية السوداء هى معلومات ومواد زائفة و كاذبة تستخدم من طرف معاد لتشويه «العدو»، والسمة الرئيسة للدعاية السوداء هى أن الجمهور الذى تستهدفه لا يدرك عادة أن جهة ما تسعى إلى التأثير عليه، وأنه يدفع إلى اتجاه معين. الدعاية السوداء هى أحد مظاهر الحرب النفسية التى عادة ما تخفى مصدرها، وتسعى إلى نشر الأكاذيب والمواد الزائفة والخادعة، ولذلك فإن الذين يعملون فى مثل تلك القنوات ليسوا إعلاميين بالمعنى المهنى السليم، وإنما هم موظفون أو عملاء فى شبكة للحرب النفسية وللدعاية السوداء. هذا كله يطرح أسئلة كثيرة حول كيفية التعامل معهم، وكذلك حول دور الإعلام الحقيقى (العام والخاص) وكذلك دور وزارة الثقافة فى كشف ومواجهة تلك الدعاية السوداء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعاية سوداء دعاية سوداء



GMT 20:20 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 19:55 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

مصر واليونان وقبرص.. وتركيا

GMT 15:37 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

GMT 15:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

GMT 08:16 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 08:14 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 08:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 08:10 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:05 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

نجوى فؤاد تكشف حقيقة اعتزالها الفن
  مصر اليوم - نجوى فؤاد تكشف حقيقة اعتزالها الفن

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 22:40 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

وفاة مهندس في حادث تصادم بعد حفل خطوبته بساعات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon