د.أسامة الغزالى حرب
سوف يبدأ الرئيس السيسى عهده بفتور واضح فى العلاقة مع الولايات المتحدة وأوروبا! لقد بدا ذلك واضحا من تدنى مستوى تمثيلهما فى احتفالات التنصيب، فالولايات المتحدة، بجلالة قدرها، مثلها دبلوماسى مستشارلوزير الخارجية، أما دول الإتحاد الأوروبى فيبدو أنها اكتفت بوجود نائب رئيس الوزراء و وزير خارجية اليونان التى ترأس الإتحاد الأوروبى حاليا.
لماذا؟ رسميا يقولون أن سبب ذلك هو أن السيسى أزاح »أول رئيس منتخب ديمقراطيا فى تاريخ مصر« هذا صحيح، ولكن من الصحيح أيضا أن هذا الرئيس أزاحته ثورة شعبية، أى ديمقراطية، تواصلت طوال شهر يونيو 2013 ووصلت ذروتها فى الثلاثين منه، ولم يعد بعدها أمام الجيش بقيادة السيسى إلا الإمتثال للإرادة الشعبية. وعندما أزاح مرسى، لم يستول السيسى على الحكم، وإنما وضع مع ممثلى القوى السياسية المصرية «خارطة للمستقبل» وبمقتضاها تولى رئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلى منصور رئاسة الجمهورية مؤقتا، وبدأ ترتيب الأوضاع السياسية، فبدأت- بداهة- بوضع الدستور الذى تم الاستفتاء الشعبى عليه وإقراره، ثم انتقلنا لانتخاب الرئيس، وبعدها سيتم انتخاب مجلس الشعب! هى خطوات «نموذجية» باى معيار سياسى فى العالم، وجنبت مصر مصائر حالات أخرى انغمست فى فوضى وحروب أهلية.
ولكن هذا كله لم يعجب الأمريكان، ليس فقط لإسقاط حكم أصدقائهم وحلفائهم، الإخوان، وإنما أيضا لسبب آخر. ففى بيان أصدره فى يناير الماضى أحد عشر مركزا بحثيا باسم «مجموعة العمل بشأن مصر»،(بروكنجز و كارنيجى وفريدوم هاوس و مجاس العلاقات الخارجية...إلخ) وصفوا مايحدث فى مصر بأنه «فشل للتحول الديمقراطى،أدى ألى استقطاب مكثف، و قمع مخيف ، وعنف متصاعد» ! وخلصوا من ذلك إلى أنه سوف يكون من المستحيل على مصر أن تكون حليفا أمنيا يعتمد عليه للولايات المتحدة، أو شريكالإسرائيل، مما يهدد بتصاعد الإرهاب ضد أهداف ومصالح أمريكية هامة». أى ببساطة، وبلا أدنى تزويق، هم يرون أن مصلحة أمريكا تتمثل فى انشغال الإخوان و القوى الإسلامية بالحكم عندنا، فلا يلتفتوا للإرهاب فى أمريكا أو غير أمريكا! ولذلك فإذا سمحنا للإخوان يحكمونا، وصممنا على ذلك، فسوف يرضى عنا الأمريكيون ويمنحوننا شرف الإعتراف بديمقراطيتنا، وإن رفضنا فسوف يحرموننا من هذا الشرف، وهو ما فعلوه فعلا فى حفل التنصيب.