توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صدام الحضارات !

  مصر اليوم -

صدام الحضارات

د.أسامة الغزالي حرب

للمرة الثانية- منذ أن وعدت القارئ الكريم بأن أخصص كل يوم اثنين للحديث عن الكتب- والتى يفترض بالطبع أن تكون كتبا حديثة، أجدنى مشدودا للحديث عن كتاب قديم! إننى أحب هنا أن أوجه أنظار القراء وأذكرهم بالكتاب الشهير «صدام الحضارات» لأستاذ العلوم السياسية الأمريكى صمويل هنتينجتون الذى صدر عام 1996 وكان بالأساس مقالة كتبها فى مجلة «الشئون الخارجية» الأمريكية عام 1993. ومع أن فكرة «صدام الحضارات» تعود أساسا لمفكر مغربى بارز هو المهدى المنجرة كما أقر هنتينجتون نفسه بذلك، إلا أن ذيوعها الواسع تم على يد هنتينجتون. لماذا أذكر اليوم بكتاب صدام الحضارات، أو أعيد التذكير به؟ لأن هنتينجتون وبالرغم من استعراضه فى كتابه الحضارات الكبرى المعاصرة، أى (الغربية، والأمريكية اللاتينية، واليابانية، والصينية، والهندية، والإسلامية، والأرثوذكسية، والإفريقية، والبوذية) إلا أنه ركز بوضوح و عمق على أن الحضارة الإسلامية هى التى سوف تكون فى حالة صراع أو صدام بالذات مع الحضارة الغربية، وان العالم الإسلامى يذخر بعديد من العوامل التى ترشحه للفوران و العنف فى المستقبل أكثر من غيره من المناطق فى العالم. وبعد أقل من عقد من الزمان وقعت أحداث 11 سبتمبر 2001 فى نيويورك التى افتتحت مرحلة جديدة وخطيرة فى الصراع بين الإسلام والغرب، والتى غذت فيما بعد أنشطة الإرهاب الإسلامى، وتداخل هذا التفسير الحضارى للصراع مع التفسيرات السياسية المعروفة لدعم «الإسلام السياسى» من جانب الولايات المتحدة و بريطانيا بالذات فى سياق حربهم ضد الشيوعية، وضد القومية، إلى أن سقطت الشيوعية و انتكست الحركة القومية العربيةّ، ولكن بقيت أسباب وملامح الصدام أو الصراع الحضارى! يقول هنتينجتون فى كتابه الصادر منذ ما يقرب من عشرين عاما إنه فى الحرب بين الإسلام والغرب سوف يعتمد كل طرف على مالديه من عناصر القوةالعسكرية، فيستخدم الغرب قوته الجوية فى حين يستخدم الإسلاميون الإرهاب ويزرعون السيارات المفخخة فى أهداف مختارة! غير أن هذه النبوءة المبكرة لهنتينجتون لم تقتصر فقط على حرب الإرهاب على «الغرب» وانما امتدت للنظم التى يرونها «عميلة» للغرب، وبقية القصة بعد ذلك معروفة!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صدام الحضارات صدام الحضارات



GMT 15:43 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أين الشرع (فاروق)؟

GMT 15:42 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد

GMT 15:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 15:40 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

سوريّا المسالمة ولبنان المحارب!

GMT 15:39 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 15:37 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة... والخوف الاصطناعي

GMT 15:36 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

اعترافات ومراجعات (87).. ذكريات إيرلندية

GMT 15:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

بيت لحم ــ غزة... «كريسماس» البهجة المفقودة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon