توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صلاح سالم

  مصر اليوم -

صلاح سالم

د.أسامة الغزالي حرب

ابتداء، لا أقصد هنا أى حديث عن عضو مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 1952 «الصاغ» صلاح سالم، وإنما أقصد الزميل والصديق العزيز صلاح سالم الكاتب المرموق بالأهرام، مؤلف الكتاب الذى أعرضه اليوم، وفق ما درجت عليه كل يوم اثنين من «كلمات حرة».

 فبالرغم من أن ذلك الكتاب «الأساطير المؤسسة للإسلام السياسي» صدر فى العام الماضى (2014) إلا أن موضوعه كان وسوف يظل مهما. وهو يبدأ بتعريف «الأسطورة» فى الفكر السياسى بأنها اليوتوبيا التى عرفها الفكر الإنسانى منذ ان وضع أفلاطون جمهوريته الفاضلة، والتى عرف الفكر بعدها يوتوبيات أخرى لمفكرين بارزين مثل كامبانيلا ومثل اليوتوبيا الشيوعية...(وهل نضيف إلى هذا اليوتوبيا الليبرالية التى قدمها فوكوياما فى «نهاية التاريخ»؟) ويرصد صلاح ما يعتبره أربع أساطير انطوت عليها مبادئ و أفكار «الإسلام السياسي»، و هي: أولا، أسطورة الخلافة الشرعية التى تنطوى على الاعتقاد بأن الإمامة مسألة عقيدية لا يصح الدين دون إقامتها، وتنطوى بالضرورة على إنكار «الوطن». 

ثانيا، أسطورة الهوية المغلقة التى تقوم على وهم وجود مايفترض أنه هوية حضارية إسلامية نقية، وبالتالى فإن تفاعلها مع غيرها من الحضارات يمثل تشويها للاسلام، مما يؤدى فى النهاية إلى انفصال كامل للإسلام عن تيار الحضارة الإنسانية المتدفق. ثالثا، أسطورة المؤامرة الغربية التى تمثل امتدادا للأسطورة السابقة والتى تكاد تكون نوعا من العقدة الحضارية إزاء الغرب المسيحي، والتى تنطوى على توهم أن الغرب لا هم له إلا التآمر على الإسلام! ثم رابعا،اسطورة الجهاد العسكرى والتى تتضمن فهما لا تاريخيا لمفهوم الجهاد فى الإسلام، يقلل من قيم أخرى مؤسسة لروح العصر مثل العلم والحرية. أما المؤلف - صلاح سالم - فهو زميل وصديق أحبه وأقدره كثيرا، واعتقد أنه يثبت قدمه بقوة ليكون مفكرا له مكانته فى الفكر المصرى والعربي، مسلحا بالجوائز العديدة التى فاز بها مثل جائزة العلوم السياسية من المجلس الأعلى للثقافة، وجائزة الصحافة العربية من اتحاد الصحفيين العرب، وجائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الاقتصادية والقانونية وجائزة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية...إلخ عن مالا يقل عن ستة عشر كتابا متنوعا وممتعا.غير اننى أهمس فى النهاية لصلاح بكلمتين اولاهما ، أنك لابد وأن تقرأ وتطلع بلغة أخرى إلى جانب العربية حتى لا تكون أسيرا لما هو مترجم فقط وثانيتهما أن تكون قادرا على التمرد على كل اليوتوبيات كما تدعو فى كلامك!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صلاح سالم صلاح سالم



GMT 15:43 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أين الشرع (فاروق)؟

GMT 15:42 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد

GMT 15:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 15:40 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

سوريّا المسالمة ولبنان المحارب!

GMT 15:39 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 15:37 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة... والخوف الاصطناعي

GMT 15:36 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

اعترافات ومراجعات (87).. ذكريات إيرلندية

GMT 15:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

بيت لحم ــ غزة... «كريسماس» البهجة المفقودة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon