د.أسامة الغزالي حرب
لا أعلم كم من المصريين، ومن الشباب بالذات، يعرف قصة رجل الأعمال المصرى الكبير(ولا أقول المليونير أو الملياردير
كما يسميه البعض!) عنان الجلالي.
أقول هذا بمناسبة دعوة كريمة على الإفطار تلقيتها صباح الخميس الماضي، من الصديق والأخ العزيز د.صلاح فضل الملقب عن حق بشيخ النقاد فى أحد الفنادق الجديدة بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة،الذى دخلته لأول مرة، وهو فندق «هلنان».
ولا أتحرج هنا من ذكر اسم الفندق، فليس هذا إعلانا عنه، ولكنى أقصد إعلاما وحديثا عن صاحب تلك السلسلة من الفنادق، عنان الجلالي! فتلك القصة ربما طلب من صاحبها أن يحكيها عشرات المرات، ولكننى أحب أيضا أن استعيدها هنا! فعنان هو من نفس جيلي- مواليد 1947- لأسرة تنتمى للشرائح العليا للطبقة المتوسطة فى ضاحية مصر الجديدة.
وكان من المفترض أن يحصل عنان على الثانوية العامة عام 1965 ولكنه رسب و فشل فى الحصول عليها أكثر من مرة، فقرر أن يسافر إلى النمسا فى عام 1967 للعمل فى بيع الصحف هناك، مثلما كان يفعل ذلك شبان كثيرون فى ذلك الحين، ولكنه كان يريد شيئا آخر، فاشترى بحصيلة بيع الصحف تذكرة للسفر إلى الدنمارك، إلى مدينة صغيرة اسمها أودينسا، فكانت تلك هى البداية الحقيقية، حيث حصل على مايريد:وظيفة بالنهار مقابل وجبة طعام، كى يتفرغ بقية اليوم لتعلم اللغة وإعداد نفسه ليتولى وظيفة أرقى يتطلع إليها! وفى أحد الفنادق الصغيرة ترقى من عمله فى المطبخ ليكون مديرا له، ليصير فى سن الثلاثين مديرا لسلسلة من ثمانية فنادق.
وفى الخامسة والثلاثين بدأ عنان يؤسس مجموعة «هلنان»، التى يشير المقطع الأول من اسمها «هل» إلى هليوبوليس، أى ضاحية مصر الجديدة التى نشأ فيها، ويشير مقطعها الثانى إلى الأحرف الثلاثة الأخيرة من اسمه! و اليوم يدير عنان سبعة فنادق فى مصر، و أربعة فنادق فى الدنمارك وألمانيا ومراكش.
و لم يكن غريبا أن منحت ملكة الدنمارك وساما رفيعا لعنان، فضلا عن حصوله على شهادات الدكتوراه الفخرية من جامعات عديدة دعته ليحاضر طلابها عن قصة ونجاح تستحق أن يعرفها الشباب، و أن يستوعبوها ويتعلموا منها !