بقلم د.أسامة الغزالي حرب
ما هذه الضجة التى تثارالآن حول ما جاء فى الاتفاقيات المصرية ــ السعودية الأخيرة حول الاقرار بتبعية جزيرتى تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، فى إطار ترسيم الحدود بين البلدين؟ إننى أتفهم القول بأنه كان من المهم تنوير الرأى العام المصرى بتلك القضية وأبعادها قبل مفاجأته بالاتفاق، وبرامجنا الحوارية وصفحات جرائدنا والحمد لله كثيرة وكان يمكن ان يطرح فيها الموضوع للنقاش من جانب المتخصصين والباحثين. ايضا، فإن من المسلم به أن تلك الاتفاقية - بحكم الدستور- لن تكون سارية إلا بتصديق البرلمان المصرى عليها. غير أن ما أتحدث عنه هنا هو الحملة الدعائية الهائلة التى يشنها البعض، خاصة من الإخوان، التى تجاهلت الانجاز الكبير الذى انطوت عليه الاتفاقيات المصرية ــ السعودية ذات الطابع الاستراتيجى الشامل والتى هى بالقطع فى مصلحة البلدين ليتحدثوا عن السيسى الذى باع ارض مصر! . إننى لم أكن يوما من «ابواق النظام»..أى نظام، واحرص بشدة على أن أستوحى فقط ما يمليه على ضميرى فى نقدى أو تعليقى على الأوضاع والقضايا الجارية، و سجلت إدانتى الشديدة ــ ولا أزال ــ للموقف الرسمى الفاضح من قضية مقتل الطالب الايطالى جوليو ريجينى، ولكننى فى نفس الوقت أشعر بالغثيان من تلك الحملة الضارية المليئة بالأكاذيب والمتاجرة بالشعارات الوطنية ضد تسوية قضية تيران وصنافير. فعلى أبسط الأحوال، كان وضع الجزيرتين ملتبسا، وكان موضع اتصالات مستمرة بين مصر والمملكة العربية السعودية الأمر الذى يقطع بأن الجزيرتين لم يكونا كما قال البعض مصريتين مائة فى المائة! وسوف أحيل هنا فقط إلى باحثين فاضلين ليسا ابدا من «المحسوبين على النظام»! كما يقال، وهما المؤرخ الكبير د. عاصم الدسوقى، واستاذ العلوم السياسية المتميز عمرو حمزاوى اللذان نشرا مؤخرا تقييمهما المؤيد لضم الجزيرتين للسعودية، خاصة وان هذا الإجراء تم- وفق ما قال بيان مجلس الوزراء- الاهرام (9/4) «بعد عمل شاق وطويل استغرق أكثر من ست سنوات عقدت فى خلالها 11 جولة لاجتماعات لجنة تعيين الحدود بين البلدين». القضايا الوطنية أيها السادة ينبغى أن تكون بمنأى عن المتاجرة بها فى الخلاف أو الصراع السياسى!