توقيت القاهرة المحلي 14:42:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كرداسة !

  مصر اليوم -

كرداسة

د.أسامة الغزالي حرب


مع أن الالتزام بعدم التعليق على أحكام القضاء هو أمر واجب ، إلا أنه يصعب الصمت إزاء ردود الأفعال الدولية التى صدرت عن الخارجية الأمريكية والإتحاد الأوروبى و منظمة العفو الدولية و مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة ...إلخ
 رفضا واحتجاجا على احكام الإعدام التى صدرت بحق 183 متهما، والتى صادق عليها فضيلة مفتى الجمهورية، فى قضية أحداث كرداسة. حقا، ليس من المستغرب على الإطلاق أن يكون هناك دفع »إخواني« لبعض ردود الأفعال تلك، خاصة وأن موقع قناة »الجزيرة« التى يرعاها صبية قطرأورد النبأ كما يلى »جنايات الجيزة تقضى بإعدام 183 من رافضى الإنقلاب فى كرداسة«! غيرأن الجريمة التى ارتكبت فى كرداسة هى إحدى أبرز مظاهر العنف الدموى الإخوانى ضد الدولة المصرية ممثلة فى »مركز الشرطة« و ما شاهدناه على مقاطع الفيديو من بعض وقائع تلك المذبحة البشعة لا يحتاج لأى تعليق. لذلك فإننى لا أستغرب كبر عدد المدانين، سواء كانوا محرضين أو منفذين للجريمة. وإذا نحينا جانبا الدعاية الإخوانية، فإننى أتفهم ردود الفعل الدولية البريئة من أكثر من زاوية: فهناك أولا الرفض المبدئى لعقوبة الإعدام لدى بعض الدول و المنظمات الحقوقية، و التى تصطدم عادة بالتشريعات فى الدول التى تبيح تلك العقوبة. وهناك ثانيا الصدمة المنطقية المتصورة من ضخامة عدد المحكوم عليهم بالإعدام، والتى يصعب فهمها خارج السياق العام الذى جرت فيه تلك الأحداث ، فقد سادت حالة من »الغل« وشهوة الإنتقام لدى العناصر الإخوانية فى كرداسة عقب فض اعتصام رابعة، فأطلقت صيحة الجهاد و محرضة على موجة من العنف الجماعى الدموى ضد الشرطة »الكافرة«! وهنا فإننى أتساءل، لماذا لا تقوم-مثلا- هيئة الاستعلامات بعقد مؤتمر صحفى واسع للمراسلين الأجانب،بهدف توضيح ملابسات الحكم الذى صدر، وتبين فيه الفظائع التى ارتكبت فى كرداسة، ويحضره ذوو الشهداء الذين قتلوا فى المذبحة و ومثلت بجثثهم؟ أما قرية كرداسة نفسها التى كانت مشهورة بمنتجاتها من الملابس المزركشة الزاهية، والتى اصبحت للأسف رمزا للعنف الدموى الإخوانى ، فإننى أتمنى أن تنفض عن نفسها هذا العار، وأن تعود إلى سابق عهدها و شهرتها و ازدهارها!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرداسة كرداسة



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon