بقلم د.أسامة الغزالي حرب
أقصد هنا كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، بعد أن تكاثرت الكليات التى تحمل هذا الاسم فى الجامعات المختلفة، على غرار الكلية الأم ، فاليوم الثلاثاء 19 ابريل 2016 تحتفل الكلية بالعيد الخامس والخمسين لانشائها. حقا، ان هذا العمر يبدو قصيرا بالنسبة لكليات جامعة القاهرة الأعرق والأقدم، مثل كلية الهندسة (المهندسخانة) التى تأسست فى 1820 وكلية الطب (1827) اللتين أسستا قبل تأسيس الجامعة المصرية فى ديسمبر 1908.
ولكن هذا العمر القصير للكلية يعوضه أنها كانت منذ اليوم الأول لانشائها- على رأس كليات «القمة» وفق التعبير الذى شاع للتعبير عن الكليات التى تحظى بالأفضلية الأولى للالتحاق بها من أوائل خريجى الثانوية العامة. هذا التميز للطلاب الذين يلتحقون بتلك الكلية يقابله فى الواقع تميز فى اساتذتها فى الاقتصاد والعلوم السياسية والاحصاء، وهو أمر ينعكس جليا فى الأسماء اللامعة لخريجيها ،وفى أسماء عمدائها الدكاترة محمد زكى شافعى ، ومحمد فتح الله الخطيب، ورفعت المحجوب، وأحمد أبو اسماعيل، ومحمود خيرى عيسى، وعبد الملك عودة، وأحمد الغندور، وعلى الدين هلال، كمال المنوفى، ومنى البرادعى وعلياء المهدى وأخيرا هالة السعيد. ولا أحب بالنسبة لخريجيها- أن أذكر اسماء وأغفل أسماء، ولكن يكفى القول إنهم يضمون اليوم أساتذة أجلاء كبارا فى مجالاتهم، ووزراء، وعددا كبيرا من السفراء والأسماء اللامعة فى ميادين الاقتصاد والسياسة والدبلوماسية والصحافة والاعلام والثقافة، الذين يفخرون جميعهم بالانتماء لتلك الكلية المتميزة. اننى أحيي فى هذا اليوم كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، التى أتشرف بأننى من خريجى دفعتها السابعة، دفعة 1969. ان احتفال اليوم تحيى من خلاله عميدتها المتألقة د. هالة السعيد تقاليد جامعية راقية، ليس فقط فيما تنشئه من اتصال بين الكلية وطلابها الحاليين من ناحية، وبين خريجيها الذين تفخر بهم ويعتزون بالانتماء اليها من ناحية أخرى، وانما أيضا فيما تكرسه وتحييه من نموذج جدير بالاحتذاء به فى جميع كليات جامعتنا العريقة، جامعة القاهرة.