توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مأزق نقابة الصحفيين!

  مصر اليوم -

مأزق نقابة الصحفيين

د.أسامة الغزالي حرب

لا أعتقد أن هناك مأزقا وضعت نقابة الصحفيين نفسها فيه، ربما فى تاريخها كله مثل مأزق القرارات المتعاقبة لجمعيتها العمومية حول «حظر جميع أشكال التطبيع المهنى والشخصى والنقابى مع الإسرائيليين» .

ودعوتها المتكررة «لجميع الزملاء للالتزام بالقرار» بل وتهديد كل من يخرقه باتخاذ الإجراءات التأديبية بحقه! وذلك لأكثر من سبب. أولا، أنه من الصحيح بالقطع ان اعتراف الدوله المصرية بإسرائيل لا يلزم أى مواطن مصرى بالتعامل مع الاسرائيليين، أى تطبيع العلاقات معهم، فذلك أمر يدخل فى إطار حريته فى الرأى والتعبير التى يقرها ويضمنها الدستور والقانون، ولكن بالمثل، لا يحق لأى جهة، حكومية كانت أو نقابية أو أهلية، أن تحجر تحت أى مسمى على حرية أى مواطن، فضلا عن أى صحفي، فى أن يعبر عن الآراء، ويتخذ المواقف التى تعبر عن قناعاته الخاصة رفضا للتطبيع أو قبولا به، فما بالك وقد اتخذت هذا القرار نقابة يفترض أن مهمتها الأولى هى الدفاع عن حرية الرأى والتعبير! هذا الحجر على الحرية لا تعرفه إلا النظم الشمولية والسلطوية.ثانيا، النتيجة الأخرى الكارثية والأخطر لذلك الموقف هو حرمان الصحفيين المصريين من أى معرفة مباشرة، ومن الحصول على الخبر أو المعلومة، التى هى المهمة الاولى لأى صحفى بشأن أخطر خصوم وطنهم وأكبر تحد له، فى حين يدخل مصر فى أى وقت صحفيون إسرائيليون فضلا عن الصحفيين اليهود من كل الجنسيات الذين يتحركون بحرية بين البلدين. لقد تنبه إلى ذلك القصور مبكرا للغاية كاتبنا العظيم الراحل أحمد بهاء الدين فكتب مؤلفه الشهير «إسرائيليات» عام 1972 لينبه الرأى العام- بعد هزيمة 1967 - إلى كارثة الجهل بإسرائيل! ثالثا، لم يكن غريبا إذن أن بعضا من أفضل كتاب و مثقفى مصر تعاملوا بلا حساسية مع الإسرائيليين. أو «طبعوا» معهم من موقع الكبرياء والثقة بالنفس مثل نجيب محفوظ ود. حسين فوزي، ومحمد سيد أحمد، ود. لويس عوض، ولطفى الخولى وغيرهم كثر من الأحياء الذين هم أجدر-كما قلت- بالتعبير عن أنفسهم.وأخيرا، فإن المسألة بلغت نوعا من التزيد المقيت الذى وصل إلى محاسبة الصحفيين الذين تواصلوا مع أشقائنا فى الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية وزاروا القدس والتقوا برموزها الدينية الاسلامية والمسيحية. هذا عبث، ومأزق، على النقابة أن تخلص نفسها منه مثلما أوقعت نفسها فيه! 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأزق نقابة الصحفيين مأزق نقابة الصحفيين



GMT 15:22 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الفشل الأكبر هو الاستبداد

GMT 15:21 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

حافظ وليس بشار

GMT 15:17 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

سلامة وسوريا... ليت قومي يعلمون

GMT 15:06 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

التسويف المبغوض... والفعل الطيِّب

GMT 15:05 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

نُسخة مَزيدة ومُنَقّحة في دمشق

GMT 15:03 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الشهية الكولونيالية

GMT 15:01 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

البحث عن الهوية!

GMT 13:05 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

عودة ديليسبس!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon