د.أسامة الغزالي حرب
«عاد مساء أمس الأول (الجمعة 29/5) إلى القاهرة الأستاذ محمد حسنين هيكل قادما من لندن بعد رحلة علاج استغرقت ما يقرب من ثلاثة اسابيع، بعد أن اصيب بكسر فى ساقه».
تلك هى آخر الأخبار التى أذيعت عن الكاتب الكبير. إن «الأستاذ» يقترب الآن من استكمال عامه الثانى والتسعين، وهى سن متقدمة بالطبع لها أعباؤها ومشكلاتها، ومن خبرتى الضئيلة فإن حادث «السقوط» فى تلك السن له دلالته التى لا تخفى، والتى يصعب أن تكون الأمور بعدها مثلما كانت قبلها، وسوف يكون على الاستاذ هيكل أن يكون شديد الحذر فى حركته وكان والدى- رحمه الله- يذكرنى كثيرا بالحكمة العربية البليغة «كفى بالسلامة داء»! وبالمناسبة، ذاع أخيرا مقطعان إعلاميان حول الأستاذ هيكل، أولهما جزء من حديث أجرى مع السفير السعودى بالقاهرة، الدبلوماسى المخضرم أحمد قطان ، قال فيه انه عاتب بشدة على الانتقادات المستمرة من «هيكل» للمملكة «والتى تحمل بداخله عدم محبة أوارتياح تجاه المملكة العربية السعودية» ووجه حديثه إلى هيكل قائلا :«انزع ما تكنه تجاه السعودية فى صدرك، واتركنا نسير فى طريقنا».
إن السفير القطان محق فى تبرمه وضيقه من انتقادات هيكل للمملكة، ولكن تلك هى حرية الصحافة والصحفيين، وإذا كانت لهيكل انتقاداته اللاذعة للمملكة فهناك العشرات من الكتاب الذين لا يسيرون على هذا النهج، ويقدرون المملكة السعودية و يدعمونها خاصة فى مواجهة التحديات الخطيرة التى بدأت تواجهها هذه الأيام! أما المقطع الإعلامى الثانى فهو للفنان الكوميدى أحمد آدم وفيه يسخر بشدة من الأستاذ هيكل، ولكنى أعتقد أن التوفيق قد جانبه فيه! إننى أسلم بأنه ليس هناك إنسان أو مسئول فوق مستوى النقد أو سخرية الفكاهة على الإطلاق، ولكن أحمد آدم تحول إلى ناقد لأفكار هيكل وكتاباته ومساره السياسى...إلخ هذه ليست مهمته ولا مجاله، و إنما كان يمكن لآدم مثلا أن يقدم تعليقات ساخرة و ضاحكة على «الطريقة» التى يتحدث بها هيكل او الفاظه المتكررة، أقصد أن السخرية والفكاهة متصورة وجائزة على «الشكل» وليس المضمون، كما يحدث فى العالم كله، فى البرامج التى تسخر من القادة و الزعماء السياسيين، وكما سبق أن شهدنا بامتياز على يد باسم يوسف.