د.أسامة الغزالي حرب
أثار تعيين الوزيرة فايزة أبو النجا فى منصب مستشار الأمن القومى لرئيس الجمهورية ردود فعل متباينة ، ولكنها منطقية و مفهومة. غير أننى- وفى كلمة واحدة- أرحب بهذا التعيين، وأعتقد أنه اختيار مناسب للشخص المناسب.
لقد تعرفت على السفيرة أبو النجا للمرة الأولى فى عام 1994عندما كنت فى رحلة عمل للولايات المتحدة، وحرصت على أن أذهب فى حينها لزيارة أستاذى د. بطرس بطرس غالى عندما كان يتولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة، فكان على أن أمر على مديرة مكتبه التى اختارها من بين كل الدبلوماسيين المصريين لتعاونه فى أداء مهمته الدولية الرفيعة، فى مقر الأمم المتحدة فى نيويورك، وكانت هى السفيرة فايزة أبو النجا.
كانت لهذا الاختيار دلالته عندى، لأنى أعرف جيدا أن د. بطرس يحسن تماما تقييم الأشخاص الذين يتعامل معهم، بسرعة وبدقة! ومرت الأيام وتولت أبو النجا العديد من المهام والمناصب الرفيعة، فكانت مندوب مصر الدائم لدى الامم المتحدة فى جنيف، وفى منظمة التجارة العالمية ومؤتمر نزع السلاح، ونائب مساعد وزير الخارجية للعلاقات الإفريقية الثنائية...إلخ .
فى نوفمبر 2001 تولت أبوالنجا وزارة التعاون الدولى، واستمرت فيها بعد ثورة 25 يناير. وكانت معركتها حول قضية «التمويل الأجنبى لمنظمات المجتمع المدنى» مناسبة كتبت فيها أتخوف من أن تكون مسألة الرقابة الحكومية على هذا التمويل ذريعة للتضييق على تلك المنظمات. إن فايزة أبو النجا نموذج مثالى لكادر الدولة الكفء، و الذى لا يعرف سوى الولاء المطلق لها، الأمر الذى يجعل توليها منصب مستشار الأمن القومى أمرا منطقيا إلى حد بعيد. غير أن على فايزة أبوالنجا أن تعمل بسرعة على إزالة الشكوك التى تراود بعض الشباب حول توجهاتها إزاء ثورة 25 يناير وإزاء منظمات المجتمع المدنى.
وأخيرا تبقى الدلالة المشرفة لتولى سيدة هذا المنصب الحساس و الرفيع ، وهو استمرار للمواقع القيادية التى حظيت بها المرأة المصرية عبر فايزة أبو النجا!