د.أسامة الغزالى حرب
الإجازة التى استأذنت القارئ العزيز للقيام بها فى الأسبوع الأخير من العام الماضي، قضيت جانبا منها فى زيارة للأقصر وأسوان، وتركت لدى انطباعات كثيرة تستحق الحديث عنها، اركز اليوم منها على مدينة الأقصر. فهذه الأيام ــ ونحن فى شهر يناير ــ يفترض أن نكون فى ذروة موسم السياحة الثقافية، أو تحديدا السياحة إلى مواقع آثار مصر الفرعونية العظيمة فى صعيد مصر، والتى توجد النسبة الاكبر منها فى الأقصر.
وليس غريبا على الإطلاق أن نسبة غالبة من أهالى الأقصر يعملون فى كل ماله صلة بهذا النشاط بدءا من العاملين فى شركات السياحة وفى الفنادق الثابتة و العائمة، مرورا بأصحاب المحلات و«البازارات» ثم المرشدين السياحيين وحتى أصحاب «الحناطير» ثم آلاف الباعة الجائلين الذين يبيعون كل شيء من التماثيل الصغيرة والصور وحتى زجاجات المياه. وبصراحة شديدة فإن الفجوة كبيرة وهائلة للغاية بين حالة الإعجاب والانبهار بالحضارة الفرعونية التى لا يمل الإنسان من تأملها عند وادى الملوك أو معبد الكرنك أو معبد الأقصر او معبد الدير البحري...إلخ
وبين الحالة البائسة التى يصادفها الإنسان فى شوارع الأقصر نتيجة الركود الذى حدث فى النشاط السياحى بعد الثورة. حقا إن هناك الآن عودة وئيدة لهذا النشاط لاحظتها بوضوح فى المواقع السياحية، وقدرها بعض العاملين هناك بأنها حوالى 30 أو 40 فى المائة مما كان معتادا، وهذا تقدم طيب ويدعو للتفاؤل. غير اننى اعتقد أن مشكلة آلاف التجار والباعة الجائلين فضلا عن كل مقدمى الخدمات للسياح، تستحق عناية أكبر و تنظيما أشمل. إننى أتساءل مثلا، هل هناك نوع من التسجيل لأولئك الباعة؟ هل هناك تأمينات؟ هل هناك نوع من التعويض مثلا فى فترات الركود السياحي؟ أتصور أن هناك إمكانية لحلول كثيرة، ولكنها فقط تستلزم بعض الإبداع وبعض الخروج عن المألوف من الأفكار و الحلول النمطية!