توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصاريف يوسف !

  مصر اليوم -

مصاريف يوسف

د.أسامة الغزالي حرب

الطفل يوسف هو حفيد شقيقتى، أى هو بمقام حفيدى. ألحقه أبوه هذا الشهر بالحضانة فى إحدى المدارس الخاصة الشهيرة، ذات السمعة الطيبة. عندما أجابتنى أم يوسف عن أسئلتى لها عن «مصاريف» المدرسة وبعض التفاصيل،
خطرت على بالى تلك المقارنة المثيرة: فى عام 1953 ألحقنى والدى رحمه الله- بمدرسة إبتدائية فى شبرا اسمها «الأشراف»، وفى عام 2014 أى بعد ستين عاما التحق «يوسف» بالمدرسة الخاصة الشهيرة. فى عام 1953 كانت مصاريف «الأشراف» صفرا، فهى حكومية مجانية. وفى عام 2014 كانت مصاريف يوسف 6800 دولار ، شاملة السيارة، فالمدرسة تطلب المصاريف بالدولار، أى مايساوى خمسين ألف جنيه تقريبا. فى عام 1953 كان عدد تلاميذ الفصل بالأشراف 24 طالبا و فى 2014 قالت أم يوسف إن عدد التلاميذ هو 26 تلميذا (وبالمناسبة، لدى صورة للفصل الدراسى بالأشراف عام 1956). عندما سألت والدة يوسف: هل يتعلم الموسيقى؟ قالت :يعلمونهم بعض الأغانى والأناشيد. هل هناك آلات موسيقية قالت لا أعتقد. أما أنا فأتذكر حجرة الموسيقى الواسعة فى الأشراف، وفى قلبها «البيانو» العتيد، وفى الأركان آلات أخرى مثل الكمنجة و العود وآلات نفخ عديدة و غيرها. عندما سألتها عن حصص الألعاب الرياضية، قالت نعم، هناك حصة ألعاب فى الأسبوع، وتذكرت أنا أيضا حصص الألعاب فى الأشراف، بل وقفز ذهنى إلى حمام السباحة الشهير بالتوفيقية الثانوية! عندما سألتها عن مديرة المدرسة قالت هى سيدة أجنبية، تقوم بواجبها على خير وجه (إذن، هذا أحد أسباب المصاريف المرتفعة!). هنا، تذكرت ناظرة مدرستى فى الأشراف الإبتدائية، كانت سيدة فاضلة رائعة، اسمها «نعمت السنبارى» تنتمى إلى أسرة السنبارى فى بور سعيد. وحدث أنه بعد «العدوان الثلاثي» على مصر فى أكتوبر عام 1956 ثم رحيل الإنجليز و الفرنسيين فى بداية 1957 أن قررت أن تأخذ التلاميذ الخمسة الأوائل من كل فصل لزيارة بلدها، بورسعيد، وكنت من بينهم! ولن أنس جولتها معنا فى مدينتها وهى تطلعنا على الدمار الذى تعرضت له، وحكايات البطولة والمقاومة، وحكاية الضابط الإنجليزى «مور هاوس» قريب الملكة الذى اختطفه الفدائيون، ومات فى السيارة التى اختطف فيها، و«البيت الحديدى»، والعبور بال «معدية» إلى بورفؤاد! كانت رحلة لا تنسى، وتذكرنى دائما بمربية عظيمة كانت ناظرة لمدرسة ابتدائية، حكومية مجانية، فى شبرا فى الخمسينيات!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصاريف يوسف مصاريف يوسف



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon