بقلم د.أسامة الغزالي حرب
أحد التعبيرات التى تقال أحيانا- وكثيرا بحسن نية- هو القول بضرورة «ألا تسقط مصر» وكان آخرها ما صرح به السيناتور الأمريكى ليندسى جراهام عضو وفد الكونجرس الذى يزور مصر حاليا (وهم عادة يفضلون زيارة مصر فى هذا الوقت من العام!) والذى قال- وفقا لما قرأته فى الشروق (4/4) ص 5 – أنه«يجب أن نمضى قدما فى هذا الملف- يقصد ملف الإرهاب- لأنه إذا سقطت مصر سوف تكون الأمور أسوأ فى الشرق الأوسط»! إننى بصراحة أكره هذا التعبير، وإذا كان الحديث هو عن تهديد داعش، فإن المصريين استكثروا أن يكون داعش تهديدا لهم أصلا، وألفوا أغنيات السخرية منه. وعندما ارتكب مجرموهم جريمتهم القذرة ضد عدد من أبنائهم فى ليبيا وجه لهم الجيش المصرى ضربة قوية لمعاقلهم هناك. مصر أيها السادة لا تسقط! مصر موجودة منذ الأبد، وسوف تظل باقية رافعة هامتها إلى الازل. لن تسقط مصر لأنها لم توجد باتفاقية ولا بتسوية ولا بوعد ولا بقرار دولي.مصر موجودة منذ آلاف السنين، واسمها موجود فى التوراة والإنجيل و القرآن. مصر موجودة ودحرت جيوش الهكسوس. نعم غزاها اليونان و الرومان ولكنها استوعبتهم و ظلت باقية. مصر عاش فيها موسي، واستقبلت السيد المسيح والعائلة المقدسة...«مبارك شعبى مصر». وذكرها القرآن الكريم ..«فلما دخلوا على يوسف آوى إلى أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»(يوسف-12) قبل أن تحتضن الإسلام وتكون منارة له، ثم تدحر المغول وتهزم الصليبيين! مصر باقية ما بقى النيل والأهرام، وقناة السويس التى رواها أبناؤها بعرقهم ودمائهم. مصر باقية فى الكرنك وأبو سمبل والسد العالى. مصر باقية فى إفريقيا وفى آسيا وعلى شاطئ المتوسط وفى سيناء وعلى شاطئ البحر الأحمر. وأخيرا، هل هناك أبلغ من كلمة ابن مصر العظيم الراحل قداسة البابا شنودة :«مصر ليست وطنا نعيش فيه، بل هى وطن يعيش فينا». كيف تسقط مصر و هى تعيش فينا..؟