توقيت القاهرة المحلي 07:44:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هموم زكريا !

  مصر اليوم -

هموم زكريا

د.أسامة الغزالى حرب

فى إحدى مقالاته أخيرا عن ثورة 25 يناير تساءل الأستاذ الدكتور سعد الدين إبراهيم، لماذا ينكر أسامة الغزالى حرب صفة «الثورة» عن 25 يناير، ويعتبر أنها «انتفاضة» وليست ثورة؟ وأنا هنا أقول له لأنها- أى 25 يناير- ادت إلى مجرد تغيير نظام الحكم، اما الثورة فتعنى حدوث تغيير جذرى وسريع وشامل فى الدولة والمجتمع، ففرنسا بعد الثورة لم تعد كما كانت قبلها، وروسيا بعد ثورتها فى 1917 اختلفت جذريا عن حالتها قبلها، بل وايضا إيران أخيرا تغيرت جذريا عما كانت قبل ثورتها فى 1979....إلخ ولكن ليس ذلك هوالحال فى مصر بعد 25 يناير و30 يونيو، نعم حدث تغيير سياسى يمكن رصده وتحديده، ولكن مصر للاسف لاتزال كما هي! إننى أكتب هذه الكلمات من قرية الصحفيين على الساحل الشمالى، حيث يوجد مجموعة من العمال الأكفاء من بينهم «كهربائي» القرية زكريا عمر الذى لفت نظرى له شطارته وأدبه ونشاطه، وإليكم حديث جرى لى معه! إنه من قرية اسمها «عزبة الخطيب» تابعة لمركز شبراخيت بالبحيرة، سألته هل توجد مياه نقية بالقرية؟ لا، المواسير موجودة ولكنها خالية دائما، ونحصل على المياه فقط بالطلمبات! وهل يوجد صرف صحي؟ لا، هناك أبيار تكسح كل فترة.والطرق؟ لا يوجد اى طريق مرصوف. والمدارس؟ توجد ولكن لا احد يتعلم بها، هناك فقط الدروس الخصوصية. كم تصرف على الدروس؟ لدى ولد فى أولى صنايع يأخذ دروسا بـ200 جنيه والبنت بـ175 شهريا. والعلاج؟ توجد وحدة صحية مهملة تقدم فقط الاسبرين والمستشفى على بعد 5 كيلو. هل هناك بطالة، نعم ومنتشرة بشدة. ولكن كيف أفلت أنت من هذا المصير يازكريا؟ أنا حاصل على الإعدادية وجندت فى الجيش، وفى الجيش تعلمت مهنة الكهرباء. هل تصل صحف للبلد؟ لا، إطلاقا. التليفزيون هوالمصدر الأساسى للأخبار وللتسلية، اما الشباب فتعلموا الدخول على الإنترنت من خلال الموبايلات. هذه هى أحوال قرية على بعد 30 كيلومن دمنهور(التى توجد لها دار للأوبرا!) وعلى بعد 70 كيلو(أى مسافة ساعة على الأكثر) من الإسكندرية. هل حدثت فى مصر ثورة؟ طبعا لا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هموم زكريا هموم زكريا



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon