بقلم د.أسامة الغزالي حرب
اليوم 12 مارس هو عيد الأم، وقد رسخ هذا العيد فى بلدنا وصار مناسبة اجتماعية يحتفل بها على نطاق واسع كل عام، لأنه يلبى حاجة انسانية و اجتماعية يشعر بها كل انسان، اى حاجته لأن يعبر عن شعوره بالحب والامتنان تجاه أمه التى حملته ووضعته وربته وسهرت على راحته، وحزنت لما أصابه من مكروه وفرحت لما حظى به من توفيق. غير أن ملاحظة جالت بخاطرى واعتقد أن كثيرين غيرى فكروا فيها، وهى ما الذى يحدث عنما تغيب الظروف الأم سواء بالوفاة أو لأى أسباب اجتماعية أو صحية..إلخ خاصة فى ظل ظروف الأسر المصرية بالذات؟ والإجابة ببساطة هى أن الأخت أو الأخوات البنات هن اللاتى يتحملن المسئولية! أليس ذلك هو ما نعرفه جميعا فى حياتنا العائلية سواء فى الريف أو المدينة، وسواء فى الأسر الغنية أو الفقيرة. نعم، كم من الأسر فقدت الأم لتقوم الأخت، كبيرة كانت أم صغيرة، بمهام أمها! أليست تلك قصة متكررة فى جميع الأسر المصرية التى مرت بنفس الظروف...؟ إنها الأخت التى صارت أما بالمسئولية و الوظيفة.إننى أتذكر وقد كنا أسرة كبيرة من ثمانية أشقاء (خمسة ذكور يتلوهم ثلاث إناث) ان اضطرت أمنا لمرافقة والدى رحمه الله- فى اعارته للعمل بإحدى الدول العربية...فماذا حدث؟ كانت كل من الشقيقتين: إكرام الطالبة بكلية الخدمة الاجتماعية، وصفاء الطالبة بكلية العلوم تسرعان بالعودة للقيام بكل الاعباء بدءا من اعداد الطعام وحتى تصريف كل الشئون المنزلية بتفان وإخلاص وشعور رائع بالمسئولية. إنها القصة التى تتكرر كما قلت فى كل البيوت المصرية. ولم يكن غريبا- بعدما فقدنا أمنا الغالية- أن أصبحت شقيقاتنا هن اللاتى يجمعن شمل الأسرة ويحرصن على تماسكها وتراحمها. تهنئة فى عيد الام لكل أم، وأيضا لكل أخت و شقيقة كانت لأشقائها وإخوتها نعم الأم، عندما غابت الأم!