توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رحيل حسين العودات: المناضل بالفكر والكلمة

  مصر اليوم -

رحيل حسين العودات المناضل بالفكر والكلمة

بقلم طلال سلمان

ناضلت حزبياً، بل عقائدياً، وقدمت جهدك في خدمة الدولة حيث أمكنك أن تفيد بقدراتك في المجال الثقافي عامة وفي الإدارة والإعلام خاصة، وكنت بين من اختارتهم القيادة ممثلة بالراحل حافظ الأسد لتكون في «غرفة العمليات» إبان حرب تشرين التي اغتيل النصر الموعود فيها بانحراف الشريك الأكبر، السادات، الذي وظف دماء الشهداء لتسوية مستحيلة مع العدو الإسرائيلي.

وواصلت نضالك فكرياً وثقافياً فأنتجت مكتبة كاملة عن فلسطين وعن الدين وعن الصحافة وعن العرب النصارى وعن المرأة العربية وعن «الآخر في الثقافة العربية» وأشرفت على موسوعة المدن الفلسطينية إلخ...

كتبت كثيراً ونشرت عبر دار الأهالي في دمشق نتاج بعض الكُتَّاب والمبدعين.. وحاضرت كثيراً في جامعة دمشق وفي معهد التدريب الإذاعي والتلفزيوني التابع لاتحاد الإذاعات العربية.

لكنك بشخصك، بفكرك، ببيتك الذي تحول إلى منتدى ثقافي بإدارة رفيقة عمرك ونضالك السيدة «أم خلدون»، كنت واحداً من معالم النضال السياسي، التقدمي العربي، في دمشق.

ولقد تحمَّلت مثل سائر أبناء الشعب السوري جميعاً الكلفة الدموية الباهظة للحرب في سوريا وعليها وظللت تحلم وتعمل، كمعارض من أجل إصلاح النظام، ولكنك رفضت أن تنضوي في صفوف الجبهات والهيئات التي «استضافتها» عواصم النفط والغاز لتقاتل بها سوريا بذريعة خصامها مع النظام.

لقد عشت عمرك مخلصاً لوطنك وأمتك ولأفكارك، وناضلت بالرأي والنقد من أجل الإصلاح ليكون لسوريا النظام الذي يليق بشعبها الذي اجتهد في بناء وطنه وظل طليعة نضالية من أجل المستقبل الأفضل لهذه الأمة، مقاتلاً في فلسطين، مقدماً الدعم للثورة الجزائرية، معيناً شعب لبنان خلال محنة الحرب الأهلية التي ضربت وحدته وخربت دولته.

أيها الذي أعطى بفكره مكتبة كاملة، وعاش مناضلاً بالثقافة والرأي ومعارضاً بالموقف لا بالسلاح من أجل إصلاح يليق بوطنه... وحتى حين أنشأ دار الأهالي للنشر كان يساعد على تقديم نتاج المبدعين وأصحاب الأقلام المضيئة.

أيها الذي اعتصم بوطنه فبقي فيه حتى آخر رمق، في حين تشرد معظم أفراد عائلته كباقي السوريين المشتتين داخل الوطن المقطع الأوصال أو الهائمين في أربع رياح الأرض حتى لا يقتلهم رصاص الحرب التي بدأت معارضة ثم وجدت من يغذيها فيجعلها مقتلة لشعب سوريا، مدمرة لعمرانها، ودولتها بالأساس.

لقد آن أن ترتاح، أيها الحوراني ابن أم الميادين، الذي نُسف بيته في قريته وهو بالكاد قد أنجز بناءه ليتقاعد فيه.. ثم هدّه المرض الذي أصابه في قلبه وفي فكره قبل جسده وفيه.

ولقد آن لمناقشاتك الفكرية مع الدكتور شحرور حول القرآن والإسلام وموقعه من كرامة الإنسان وحقه في التفكير الحر طلباً للتقدم، أن تجد ختامها المفروض بقوة القدر.

وستفتقد «السفير» مقالك الأسبوعي، ويفتقد القراء الذين طالما أصر بعضهم على مناقشتك حتى الجدال...
إلى اللقاء، أيها الذي به يتباهى أصدقاؤه بل كل من عرفه أو قرأ له.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل حسين العودات المناضل بالفكر والكلمة رحيل حسين العودات المناضل بالفكر والكلمة



GMT 02:25 2022 السبت ,23 إبريل / نيسان

في وداع لبنان

GMT 13:02 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

"في وداع

GMT 21:01 2019 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان الماضي مضى ولن يسرقوا مستقبلنا

GMT 02:02 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

الأنظمة العربية تتقارب.. بالأمر! هل آن زمن العودة إلى الذات؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon