توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رمضان كريم!

  مصر اليوم -

رمضان كريم

طلال سلمان

يحتفي المسلمون، والعرب منهم على وجه الخصوص، بشهر رمضان هذا العام، احتفاءً دموياً غير مسبوق.. فأعداد القتلى والجرحى فلكية بأرقامها، وهي تشمل إلى الرجال، شيبة وشباناً، النساء والفتيات والأطفال... أما المنازل والمعابد وأكواخ الفقراء وبيوت الطين، والشوارع الأنيقة في عواصم التاريخ والإبداع الفكري والفني ودرر التراث الإنساني فقد أسقطت بين شهيد وجريح، ما بين الموصل وتدمر، وبين مأرب وحلب مروراً بدمشق الشام وصنعاء ذات الأبراج.

مع ذلك وجد الملوك والرؤساء والأمراء والشيوخ الفرصة لإزجاء التهاني وتوجيه التبريكات بالشهر الفضيل، لرعاياهم من قُتل منهم ومن ينتظر وما بدلوا تبديلاً! ولعل كلاً منهم قد أشار في ثنايا التهنئة إلى أنه صاحب الرقم القياسي في القتل والتدمير، إن لم يكن في بلاده ففي بلاد الإخوة الأشقاء أو فيها جميعاً، متعهداً بإعادة بناء المدن والبلدات والقرى والدساكر أجمل مما كانت... فالشوارع ستكون عريضة وكأنها مدارج مطارات، وناطحات السحاب ستحل محل أحياء الصفيح، والمترو المعلق سيربط بين الديار وعواصم العالم، والإنترنت سيلغي الهاتف ويجمع بين العقول في الدنيا الجديدة.

لا يهم أن الرعايا لم يتمكنوا من سماع التهاني والتبريكات، لأنهم كانوا في شغل عنها يتدبرون ملجأ لأطفالهم والنساء وشيئاً من الطعام وحفنات من المياه، ويحاولون إنقاذ من تبقى تحت الركام من أهلهم الأقربين.

ما يطمئن أصحاب الجلالة والفخامة والسمو أن العالم بأجمعه يرحب بإنجازاتهم، على الأرض وفي الجو كما في عرض البحار... فلا اعتراض، ولا تدخل، ولا تنبيهات بفداحة الارتكابات واغتيال الإنسان ومعه شرعة حقوقه: إنهم أصحاب القرار، وهم مستقلون بشهادة أنواع الطائرات والحوامات والمدرعات والمدافع، فضلاً عن الزوارق الحربية الأسرع من الصوت! كل ما في الأمر أن أصحاب القرار قد انتبهوا إلى أن الأرض قد فاضت بمن عليها، وصار ضرورياً العمل على إنقاص عدد السكان، ما دام هؤلاء الفقراء لا يلتزمون بتحديد النسل، بحيث لا يولدون إلا بقدر طاقتهم على إطعامهم.

ربما لهذا ينتظر أصحاب الجلالة والفخامة والسمو أن يصلهم سيل من التهاني والتبريكات من الأمم المتحدة وما انبثق عنها من هيئات للعدالة وحقوق الإنسان تشهد لهم بأنهم أنجزوا ما أخفق فيه هتلر وسائر النازيين: تطهير الأرض من الجائعين الذين كانوا سيفسدون فيها بكل تأكيد!
رمضان كريم، ربما بأكثر مما يجب!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان كريم رمضان كريم



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon