توقيت القاهرة المحلي 11:55:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فتية فلسطين وصباياها: بشارة بالغد الأفضل...

  مصر اليوم -

فتية فلسطين وصباياها بشارة بالغد الأفضل

طلال سلمان

لوحده شعب فلسطين ممثلاً بفتيته البواسل وصباياه اللواتي اقتحمن ميدان المواجهة مع العدو بشجاعة غير مسبوقة، في الموقع الصح: يرفع علم الجهاد من أجل تحرير الأرض المقدسة وقد طرزته الدماء..

لوحده شعب فلسطين، وعبر الجيل الخامس من شبابه، يواصل نضاله ضد عدوه الإسرائيلي اسطوري القوة، فينزل فتيته وصباياه لمواصلة معركة تحرير الأرض بإرادة أهلها، متخطيا حاجز العجز العربي واندثار منظمة التحرير في غياهب النظام العربي الذي تجاوز الاستسلام إلى التحالف مع العدو القومي، عدو الأرض وأهلها، في مواجهة القائلين بالتحرير والباذلين دماءهم بسخاء لحفظ هويتها.

لوحده شعب فلسطين وعبر فتيته وصباياه الذين واللواتي أحبوا أرضهم التي كانت دائما أرضهم فاندفعوا يواجهون «أقوى جيش في منطقة الشرق الأوسط» و «أحد أقوى الجيوش في العالم» بإرادة التحرر من ربقة احتلاله، فأكدوا أن الإرادة هي أقوى الأسلحة متى تعززت بالإيمان بالأرض...

لوحدهم فتية فلسطين وصباياها بثوا الرعب في قلوب الجنود والضباط والقادة الإسرائيليين المزدهين بانتصاراتهم المتكررة على الجيوش العربية مجتمعة أو متفرقة يقاتل كل منها لوحده في معركة محسومة النتائج من قبل أن تبدأ..

لوحدهم فتية فلسطين وصباياها تقدموا إلى الميدان الذي أفرغته «السلطة» من «المجاهدين» بعدما حولتهم إلى «شرطة» تعمل في خدمة الأمن الإسرائيلي، تصدوا لمواجهة أسطورة «الدولة التي لا تهزم» ففضحوا عجزها عن تدجين أهل الأرض، وأكدوا أن القضية المقدسة لم تمت ولن تموت مهما مر من الزمن على الاحتلال الذي يجتهد لتوطيد الأسس لـ «دولة يهود العالم» على الأرض التي لم تكن لليهود يوما عبر تاريخها الطويل.

من نِعَم الله على هؤلاء الفتية والصبايا أنهم يعيشون لقضيتهم التي رضعوا الإيمان بها مع حليب الأمهات، وبدافع من هذا الإيمان نزلوا إلى الشارع يواجهون جنود الاحتلال بالسكاكين التي لا يملكون غيرها سلاحاً، أو بالدهس في حال امتلك بعضهم سيارة، فإذا بالذعر يسود الدولة التي لا تقهر، وإذا بجيشها يعيش حالة من الرعب غير مسبوقة..

انتبه فتية فلسطين وصباياها إلى أن أهلهم العرب قد تخلوا عن هويتهم الجامعة أو يكادون، وأن «دولهم» قد أفرغت ميدان المواجهة لتتفرغ جيوشها للحرب ضد شعوبها، أو ضد شعوب الدول الأخرى (اليمن مثالاً) أو أن الاستبداد لم يفكر يوما بمواجهة العدو الإسرائيلي، بل لعله في حالات كثيرة قد وجد فيه حليفا ممتازاً...

وانتبه فتية فلسطين وصباياها إلى أن اكثر من دولة عربية غارقة في حرب أهلية ممتدة تسيل فيها الدماء غزيرة... والدماء تعمي النظام فتختلط عليه الحقائق ويفترض أن عدوه هو شعبه وليس إسرائيل فيندفع إلى قتال إهله بما يشغله عن القضية المقدسة وعن عدوه الأول والأخير: إسرائيل...

على أن ذلك كله لم يدفع فتية فلسطين وصباياها إلى اليأس، بل لعله عَجَّل في نزولهم إلى الميدان مبكرين. لعل المقاومة في لبنان وبسالة مجاهديها قد أمدتهم بشيء من الأمل، وإن كانت ظروف مواجهتهم العدو أقسى بلا بما يقاس، خصوصاً مع افتقاد النصير والمساند في الداخل والخارج، بالسلاح أو بالمال أو أقله بالدعم المعنوي..

لم يتعلم فتية فلسطين وصباياها فنون القتال في المعاهد ودورات التجنيد الإجباري، بل هم ابتكروا شكل مواجهة العدو وأسلحتها من المتوفر لهم: الدهس، إذا ما توفرت سيارة، والسكين الذي لا يخلو منه مطبخ... فالإرادة متى ما اقترنت بالشجاعة هي الأساس في المواجهة التي يسقط فيها الخوف جنبا إلى جنب مع عسكر العدو.

إن فتية فلسطين وصباياها لا يشهدون فقط على اندثار منظمة التحرير وسلطتها التي لا تملك أن تتبنى الانتفاضة الجديدة ولا أن تتنصل منها، ولذلك فهي تهرب إلى التأتأة التي تشجع العدو الإسرائيلي على إكمال المهمة التي لا تقدر على أدائها حتى لو أرادت..
إنها صفحة جديدة من تاريخ النضال الفلسطيني تفتح في غياب «أهل القضية المقدسة»... على أن هذا الحضور البهي لفتية فلسطين وصباياها يستولد من الآمال ما غاب عن الأفق العربي منذ أن تحول «الجهاد» إلى حروب العصابات المسلحة رافعة الشعار الإسلامي على شعوب هذه الأمة وإلحاق أصناف من الأذى عجز العدو الإسرائيلي عن ارتكاب مثلها.
أيها الفتية والصبايا: أنتم بشارة بغد أفضل لفلسطين وأشقائكم المقهورين مثلكم!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتية فلسطين وصباياها بشارة بالغد الأفضل فتية فلسطين وصباياها بشارة بالغد الأفضل



GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الغرب يخطئ مرتين في سوريا

GMT 09:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والمسألة الثقافيّة قبل نكبة «حزب الله» وبعدها

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حب وزواج في زمن الحرب

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود المياه لمجاريها بين الجماعتين؟

GMT 09:31 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نظرة على الأزمة السورية

GMT 09:30 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى الرئيس ترمب

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بلاد الشام... في الهواء الطلق

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 23:09 2019 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

بورصة دبي تغلق دون تغيير يذكر عند مستوى 2640 نقطة

GMT 21:08 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

باريس سان جيرمان يستهدف صفقة من يوفنتوس

GMT 14:28 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير المصري تدعم إستمرار ميمي عبد الرازق كمدير فني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon