توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منظمة التعاون الإسلامي: كرِّموا لبنان بدل معاقبته!

  مصر اليوم -

منظمة التعاون الإسلامي كرِّموا لبنان بدل معاقبته

بقلم طلال سلمان

أما وقد تم إنهاء خدمات جامعة الدول العربية وأرسلت إلى وهدة النسيان بعد اختيار أمينها العام الجديد الآتي من التقاعد، أحمد أبو الغيط، فلا بد من اعتماد «منظمة التعاون الإسلامي» كمرجعية سياسية وأحد مراكز القرار في شؤون هذا العالم الممتد باتساع أربع قارات.. (ولبنان ضمنه طبعاً)!

مؤكد أن المهمة ثقيلة على هذه المنظمة التي تتخذ من الانتماء الديني سبباً لوجودها، بغض النظر عن طبيعة الأنظمة التي تحكم الدول ـ الأعضاء، بمصالحها المختلفة وسياساتها التي قد تتناقض إلى حد الحرب، أو قد تتقاطع في مجالات محددة ومحدودة، خصوصاً وأن معظمها دول فقيرة، بل إن بعضها يعيش على الصدقات..

وبمعزل عن الذكريات غير الطيبة عن هذا المؤتمر الذي كان «الفضل» في قيامه، بالأصل، للعدو الإسرائيلي حين أقدم على تدبير حريق في المسجد الأقصى، في 21/8/1969، فهبّ ملك المغرب للنجدة «بقمة تاريخية» عُقدت في الرباط في 25 أيلول 1969 واتخذت القرار.. بإنشاء المؤتمر بهدف حماية المسجد المبارك. وهكذا صار للمسلمين مؤتمر، تحول مع الأيام إلى منظمة للتعاون، وما زال الفلسطينيون ممنوعين من دخول «الأقصى» إلا وفق «المزاج الإسرائيلي»، الذي يقرر أعداد من يدخله للصلاة وأعمارهم والجنس أيضاً (رجال أو نساء)... فضلاً عن استمراره في الحفر في أعماق الأساسات التي يقوم عليها هذا المسجد الذي بارك الله، سبحانه، من حوله.

بمعزل عن هذه الذكريات، فقد ارتبطت إقامة المؤسسات التي تحمل الشعار الإسلامي في أذهان المؤمنين من العرب بأمرين مقلقين:
÷ الأول ـ إحلال الإسلام محل العروبة، كرابطة قومية، بما يذوِّب العرب في بحر بلا ضفاف من الشعوب الإسلامية الموزعة على أربع قارات (كما تقول أدبيات المؤتمر الإسلامي في التعريف عنه)..

÷ الثاني ـ استذكار المحاولات البريطانية ـ الأميركية «لاحتضان» بعض الدول العربية مع دول أخرى إسلامية، في أحلاف سياسية وعسكرية تخدم الأغراض الاستعمارية على حساب شعوبها وأمتها (حلف بغداد، ثم مشروع الشرق الأوسط الجديد إلخ)..

في أي حال فإذا لم يكن تغييب جامعة الدول العربية خسارة جسيمة للأمة العربية، في أهداف نضالها من أجل مستقبلها الأفضل، فليس في قيام أو إقامة «منظمة التعاون الإسلامي» ما يعوّض هذه الأمة ضياع الجهود، أو تلاشيها باليأس، من أجل توحيد العرب ـ بدولهم المتخاصمة أو المتهالكة أو المحتربة ـ ولو على الحد الأدنى من المصالح المشتركة.. حتى لو استبعدنا أحلام الوحدة، وتواضعنا في آمالنا بتوقع التلاقي بين هذه الدول على الحد الأدنى، بما يؤهلها لاحتلال المكانة اللائقة في هذا العالم الإسلامي... هذا إذا أمكن تحديد مصالح الدول، شرقاً وغرباً، في آسيا وأفريقيا، أو في العلاقة مع الدول الكبرى أو الإمبراطوريات الأميركية والروسية ومن هي في الطريق إلى موقع الأقوى.

أما في ما يتصل بالقمة الجديدة لمنظمة التعاون الإسلامي فنأمل أن تكون أكثر رحمة بالمسلمين، فتجمعهم ـ عبر الدين ـ على قاعدة مصالحهم وتعاونهم في مواجهة العدو الإسرائيلي بداية، ثم في مواجهة محاولة استتباع دولهم باستغلال فقرها (الذي يمكن أن تساعدهم على تخطيه الدول الإسلامية الغنية ـ خصوصاً وأن الدول الأغنى في هذا التجمع عربية، بالأساس، وهي السعودية ومعها إمارات الخليج العربي..).

استطراداً: نأمل أن يكون هذا المؤتمر بأعضاء النادي الذهبي فيه، وهم حكّام الجزيرة والخليج، مصدراً لرعاية «بنيامين» العرب (والمسلمين، إذا ما تجاوزنا التعريف الرسمي الذي لم يمنع ضم لبنان إلى مؤتمر التعاون الإسلامي هذا..) ونعني هذا الوطن الصغير والذي يشكل شهادة لإيمان المسلمين ورعايتهم: لبنان الذي قام ويقوم بدور مشرف في مواجهة عدو العرب ـ والمسلمين ـ إسرائيل، (حارقة المسجد الأقصى، محتلة فلسطين ومشرّدة شعبها بمسلميه ومسيحييه).

لقد أخطأ الاجتماع التمهيدي في الرياض، على مستوى وزراء خارجية دول الخليج، ثم كرّر مجلس وزراء الخارجية العرب (بضغط من السعودية) الخطأ حين حاول معاقبة لبنان ـ بل العرب والمسلمين جميعاً ـ عبر دمغ «حزب الله» بالإرهاب.

إن مثل هذا القرار الانفعالي والذي يخالف المنطق والوقائع، يبرّئ العدو الإسرائيلي ويعاقب من قاتله عشرين عاماً أو يزيد، حتى تحرير الأرض، رافعاً بذلك رأس العرب والمسلمين جميعاً، الذين انزلق بعضهم إلى الصلح المذل معه، في حين يهادنه الآخرون ـ عرباً ومسلمين ـ فيفتحون القنوات الخلفية لاستقباله.
باختصار إذا لم تكافئوا لبنان على هذا الامتياز، وهو يتشرف به، فلا تعاقبوه بوصم المجاهدين لتحريره.. بالإرهاب!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منظمة التعاون الإسلامي كرِّموا لبنان بدل معاقبته منظمة التعاون الإسلامي كرِّموا لبنان بدل معاقبته



GMT 02:25 2022 السبت ,23 إبريل / نيسان

في وداع لبنان

GMT 13:02 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

"في وداع

GMT 21:01 2019 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان الماضي مضى ولن يسرقوا مستقبلنا

GMT 02:02 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

الأنظمة العربية تتقارب.. بالأمر! هل آن زمن العودة إلى الذات؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon