توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من نِعَم الله عليك أنك بلا رئيس للادولة!

  مصر اليوم -

من نِعَم الله عليك أنك بلا رئيس للادولة

طلال سلمان

... وماذا أن يكون وطنك الصغير بدولته المتهالكة من دون رئيس للجمهورية؟
هي ليست المرة الأولى التي تواجه حالة كهذه... بل إن هذه الحالة قد تكررت غير مرة، حتى لقد قاربت أن تكون هي بالذات «القاعدة» الطبيعية وما عداها استثناء... راجع تاريخك القريب وعجائبه: إما رئيس ممدد له خارج الأصول، وإما فراغ في السلطة.. داخل الدستور!

ثم.. انظرْ حولك إلى البلاد التي فيها رؤساء للجمهورية في غياب «الجمهورية» وانفراط وحدة الشعب بحيث لم تعد ميزة للبنان أنه دولة صغيرة بشعوب عديدة متحاربة أو متأهبة لحروب آتية لا تهز «الكيان» الصامد أبداً، والنظام الذي قد يغيّر في دولته وفي مجتمعه ولكنه لا يحول ولا يزول مهما تعددت المحاولات التي قد تتخذ أشكال الانتفاضات أو مشاريع الثورات التي سرعان ما تتحول إلى فتن!

.. وماذا أن تكون دولتك البلا رأس بلا حكومة، وبالتحديد حكومة قادرة وفاعلة وجامعة ومؤهلة لإنجاز مهمتها؟!

انظرْ حولك... في معظم البلاد العربية حكومات قد يتجاوز عديد وزرائها الأربعين، لكل حقيبته المتخمة بالمشاريع والدراسات والأرقام، لكن الإنجاز صعب إلى حد الاستحالة، إما لنقص في التمويل، وإما لمبالغة في الوعود والتعهدات من قبل أن تتوفر الإمكانات، أي الأموال، لأن «الدول المانحة» لم تلبّ نداء الاستغاثة، أو لأن «أصحاب النخوة» قد أقفلوا آذانهم فلم يسمعوا، أو سمعوا فتجاهلوا النداء ولم يبادروا إلى نثر «الشرهات» و «الهبات» بسخائهم المعهود... ربما لأن الحروب التي اندفعوا يخوضونها جنوباً وشمالاً وفي كل اتجاه قد استنزفتهم أو تكاد!

... وماذا أن يكون المجلس النيابي في إجازة مفتوحة، كلما اقتضت الضرورة الملحة قطعها قطع النواب إلى الأبد إجازاتهم التي قد يتقاضون «بدل سفر» عليها، إذ قد يكلفون أنفسهم إجراء محادثات مع من لا يلزم، لعلهم يجدون حلاً لعقدة «الرئاسة الأولى» المستعصية على الحل، فيؤدوا بذلك مهمة وطنية من الدرجة الأولى تستحق المكافأة بإضافة كلفة السفر إلى المخصصات، ومن خارج الراتب..

ثم انظرْ حولك، فإن وجدت مجلساً نيابياً عربياً يؤدي واجبه التشريعي، كما في بلاد خلق الله ذات الدول بمؤسسات شغالة، حق لك أن تخرج إلى الشارع صارخاً بهؤلاء الذين يدّعون «تمثيلك»، بغض النظر عن رأيك: طلعت ريحتكم!! حلّو عنا!.. ثم تذهب إلى بيتك مرتاحاً إلى أنك قد أديت واجبك الوطني وحق لك أن تخلد إلى.. النوم!

ما أطمعك! تريد أن يكون النظام في خدمتك، وهو قد فُرض عليك من دون أن تُستشار فيه. ثم إنه «نظام حر»، فتصرف... فإذا كان «التصرف» من حق الأقوى، فالتحق به، وهكذا يمكنك أن تتنعم بعطاءاته، أما إذا كابرت ورفضت هذا النظام الديموقراطي الفريد تكون قد أقمت على نفسك الحجة بأنك «مشاغب» وبات سهلاً اتهامك بأنك «إرهابي خطير» و «معادٍ للديموقراطية» و «خارج على القانون مما يهدد الانتظام العام»، وبالتالي فلا بد من أن يُحجر عليك أياماً حتى تتوب، شاكراً رحمة «النظام» لأنك لو كنت في بلد آخر تحكمه قوانين الطوارئ لأمضيت بعض عمرك في السجن بموجب حكم قضائي يشهد «النظام» بعدالته!

ومن قبل، ومن بعد، فإنك لو كنت «مواطناً صالحاً» في دولة من تلك الدول الديموقراطية (الغربية طبعاً) التي تتطلع إلى التشبّه بها لخسرت مزايا نظامك الحر الذي يعتمد ـ فعلياً ـ قاعدة «دعه يعمل، دعه يمر»... وليس العيب في هذا النظام إذا كنت ـ مع الاعتذار ـ لا تعرف كيف تعمل ولا كيف تمر!

اهدأ، إذن، واشكر النظام على نِعَمه، وتمتع بحريتك المطلقة في دولة ليست بدولة، بدليل أنها يمكن أن تعيش بلا رئيس وبلا مجلس نيابي وبلا حكومة... وبلا شعب، فإن لم تهدأ، فسارع إلى استشارة طبيب.. شفاك الله!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من نِعَم الله عليك أنك بلا رئيس للادولة من نِعَم الله عليك أنك بلا رئيس للادولة



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon