توقيت القاهرة المحلي 09:37:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أُسقطت الدولة! عاش النظام!

  مصر اليوم -

أُسقطت الدولة عاش النظام

مصر اليوم

... وأخيراً، تمّ إسقاط «الدولة» بالضربة القاضية! ارتاح أهل الطبقة السياسية من المساءلة، ولو شكلية، والمحاسبة، ولو رمزية، وحتى من العتاب الرقيق ولو ساده الود والتقدير. ها هم وحدهم المرجعية وأصحاب القرار، من فوق «المؤسسات» ومن دونها، ومن فوق «الدستور» وخلافاً لنصوصه «المقدسة»، ومن فوق «القانون» الذي طالما اعتنوا في صياغته بحيث يستحيل تطبيقه على «المحصنين» من أمثالهم، بالنفوذ والثروة والحمايات عربية ودولية! وماذا لو تمّ إسقاط الدولة؟! لا هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يستغني فيها أهل الطبقة السياسية عن «الدولة» فيتركونها تتهاوى وتسقط بينما «النظام» صامد، ثابت، لا تؤثر فيه الزلازل والبراكين لأنه «مصلحة دولية سامية» ترعاها العواصم الكبرى و«تعطف» عليه إسرائيل لأن هندسته الطوائفية الدقيقة توفر ذريعة لدولة يهود العالم فيها... كذلك فهو يوفر «شهادة حسن سلوك» للأنظمة العربية جميعها إذ تؤكد به وعبرها ترفعها وتسامحها الديني مع «الأقليات» التي طالما كانت وستبقى مصالح من الدرجة الأولى «للعالم الحر»! تمّ إسقاط الدولة بالضربة القاضية! وها هم أهل الطبقة السياسية يحيون الأفراح والليالي الملاح! أية دولة رئيسها يشكو النقص في صلاحياته التي كانت إمبراطورية، وحكومتها مستقيلة أو تحت التركيب شبه المستحيل، حتى لو كان لكل وزير «دولته» المقتطعة منها وفيها، ومجلس نيابي مشكّل من دهاة وقاصرين وأتباع، وجيش متروك لقدره في مواجهة الأصوليات، لا هو يحظى بالتغطية السياسية لكي يتصرف، ولا هو يُسحب من الشوارع والأزقة ليتدخل فيحسم بضرب «الزعران» و«الجماعات المسلحة» التي تصادر مدناً ذات تاريخ مجيد في العمل الوطني والقومي، وأجهزة أمنية تلوك الألسنة سيرة أرفع قادتها رتبة وتوجه إليها اتهامات أقلها خطورة الرشوة من جهات خارجية، وأخطرها النفخ في نار الفتنة الطائفية لمصلحة المرجعيات التي أوصلتهم إلى المناصب السامية؟! أية دولة، ومن أين يأتي الاطمئنان والمعابر مقفلة بألغام الحرب الأهلية، والمدد الخليجي تحوّل إلى عقوبات ذات وجهة طائفية، تعزز مناخ الفتنة في الداخل؟! أما واشنطن التي كانت الملجأ فتكتفي بالنصيحة وتوزع صورة كل سيارة جيب تعزز بها قدرات الجيش، بينما تجعل من إسرائيل «الدولة الكبرى» والأقوى في المنطقة؟! أما باريس فتتحدث لغة الماضي التي لا تغادرها، ولندن تكتفي بالفرجة والتحذير... لا سوريا حاضرة لتكون «الوصي»، ولا العراق في عافيته، بل إنه مشلول القدرة بمشاريع الفتنة الآخذة إلى التقسيم، أما مصر فتائهة عن دورها في غياهب المشروع الإخواني للسيطرة على السلطة مهما بلغت الكلفة، أما فلسطين ـ المقاومة فقد غدت من الماضي وفيه. أية دولة والكل من أبناء الطبقة السياسية قد عملوا طويلاً وما زالوا يعملون لتخريبها وشلها باستخدامها مجرد «جهاز» أو «أجهزة» تعمل لحسابهم من أجل تحقيق مصالحهم على حساب «الرعايا»، الذين توصلوا إلى الاقتناع بأن هذه «الدولة» ليست دولتهم، فتجاوزوها، وهجروها خارجين إلى حيث يستطيعون الحياة بكرامة، ولو بذلوا عرق الجباه والزنود، وأخفوا شهاداتهم العليا وهم يعملون خدماً في المطاعم والفنادق والمتاجر. لقد تمّ إسقاط الدولة... لكن أحداً لا يظهر حزنه على غيابها أو تغييبها القسري، فأهل الطبقة السياسية كانوا يتجاوزونها بدستورها وقوانينها والمؤسسات، وهي قائمة، و«الرعايا» تجاوزوا انتظار الخير منها وكذلك الخوف من «عدالتها»، حتى صارت «يتيمة» لا أهل لها يجتهدون لبنائها ويسلمون بها مرجعيتهم ومصدر أمنهم واطمئنانهم إلى غدهم. أما النظام فمستمر بمن حضر... وهذا بين أسرار عظمة لبنان البلا داخل! نقلاُ عن جريدة "السفير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أُسقطت الدولة عاش النظام أُسقطت الدولة عاش النظام



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon