توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثقة الدولية: أين الاعتداءات الإسرائيلية؟!

  مصر اليوم -

الثقة الدولية أين الاعتداءات الإسرائيلية

طلال سلمان

مبروك للرئيس ميشال سليمان هذه الخاتمة المذهّبة لعهده الذي لم يسعفه فيه الحظ لكي ينجز ما يستحق التباهي به. لقد حظي، أمس، في باريس، برعاية دولية تذكّر بتلك الرعاية التي أوصلته إلى سدة الرئاسة، قبل ست سنوات إلا قليلاً.. من هنا يمكن القول إنه الرئيس الدولي في البداية كما في الختام. كذلك حظي الرئيس تمام سلام برعاية تجاوزت وضع حكومته المعلّق على الصيغة الإنشائية للبيان الوزاري.. وهي بهذا المعنى غير مسبوقة، وستنعكس قطعاً على الثقة النيابية، وقد تعوّض التأخير في وصول «صاحب الدولة» إلى ذلك البيت في المصيطبة الذي «ابتدعت» فيه الراية الوطنية للدولة التي استولدت قيصرياً. للتذكير فقط نشير إلى أن الدولة التي ترعى هذا المؤتمر لنجدة لبنان هي هي التي كانت ضد استقلاله عنها بإنهاء انتدابها، وهي هي التي اعتقلت القيادات الاستقلالية وبينهم أول رئيس للجمهورية الوليدة (الشيخ بشارة الخوري) وأول رئيس لحكومتها العتيدة (رياض الصلح) ومعهما بعض رموز الحركة الاستقلالية (كميل شمعون، عادل عسيران وعبد الحميد كرامي). ذلك من التاريخ، وفرنسا اليوم هي غيرها في العام 1943، وإن كانت ما تزال تعامل لبنان برعاية الأم الحنون وأبرز الأدلة وأفصحها دلالة هو هذا المؤتمر الذي نظمته ورعته مجموعة الدعم الدولية للبنان. ومع الشكر لفرنسا وسائر مجموعة الدعم الدولية فإن البيان الختامي قد أغفل، سهواً أو ربما نتيجة اللهفة والتسرع، بعض التهديدات الإرهابية للمدنيين اللبنانيين، ومنها ــــ على سبيل المثال لا الحصر، الاعتداءات اليومية التي ترتكبها إسرائيل ــــ ربما بالخطأ ــــ في حق لبنان برغم اعتماده السياسة ذات الشعار الفذ: النأي بالنفس.. ذلك أن لبنان المهيض الجناح لا يستطيع أن ينأى بنفسه جغرافياً عن دولة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين... وربما لهذا يجوب سماءه الطيران الحربي الإسرائيلي كل يوم من أدنى الجنوب إلى أقصى الشمال والشرق، في حين تتكفل السفن الحربية الإسرائيلية ببحره في الغرب... وهي تمنعه من استخراج النفط والغاز من بعض هذا البحر. ولقد أغفل الرئيس سليمان (ووفده) أن يشير إلى الغارة الإسرائيلية التي شنها طيران العدو على منطقة جنتا ــــ يحفوفا في البقاع الشمالي، قبل أيام. ولما كان واضحاً أن هدايا السلاح الفرنسي التي سوف ينالها لبنان نتيجة المكرمة الملكية السعودية التي وهبها عبد الله بن عبد العزيز للرئيس الذي يعيش أسابيعه الأخيرة في القصر الجمهوري لتسليح جيش الوطن الصغير مهيض الجناح، لن تشمل أسلحة فعّالة يمكنه أن يستخدمها في الدفاع عن أجوائه وعن بحره، قبل الحديث عن البر وبعده، يصبح مشروعاً السؤال: لماذا هذا الكرم المتأخر في الدعم العسكري المكرّس للاستخدام في الداخل، وليس إلا في الداخل؟ يتصل بذلك سؤال آخر: إذا كان عدد الإخوة السوريين الذين لجأوا إلى لبنان قد بلغ، حتى الساعة، المليون نسمة، غالبيتهم من الأطفال والنساء، أفلم يكن أحرى بمجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان أن تكون أكرم على لبنان وعلى هؤلاء الذين جاءوا إليه هاربين من نيران القتل التي تكاد تلتهم وطنهم وتهدد جواره العربي (والتركي) جميعاً؟! ألا يستحق هؤلاء الإخوة من ضحايا الحرب على سوريا وفيها سخاءً يوازي السخاء في شراء أسلحة ليست مؤهلة لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية الواقعة يومياً... ليس فقط من المملكة المذهّبة بل أيضاً من هذا الحشد الدولي المهيب في باريس. مرة أخرى، مبروك للرئيس سليمان هذا الإنجاز المتأخر الذي ــــ لسوء الحظ ــــ لن يستطيع استخدامه من أجل التمديد أو التجديد. ومبروك للرئيس سلام أن يكون قد حاز مثل هذه الثقة الدولية غير المسبوقة، من قبل أن تنجز حكومته العتيدة بيانها الوزاري ومن قبل مثولها أمام المجلس النيابي للحصول على ثقته الغالية.. وما قيمة نص البيان الوزاري والثقة النيابية أمام هذا التفويض الدولي المطلق، الذي مُنح للحكومة قيد الولادة من قبل أن تصير حكومة.. شرعية؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثقة الدولية أين الاعتداءات الإسرائيلية الثقة الدولية أين الاعتداءات الإسرائيلية



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon