توقيت القاهرة المحلي 07:01:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في وداع يونس: بهجة الحياة..

  مصر اليوم -

في وداع يونس بهجة الحياة

طلال سلمان

..وكيف يموت هذا الذي كان رمزاً لبهجة الحياة، حتى في قلب الصعوبة، بالطائفية ومراكز النفوذ التي تجعلك تترحم على «الإقطاع» بصيغته التقليدية التي تتبدّى الآن أكثر قرباً من الناس من زعامات الإقطاع الجديد المصفّح بالطائفية والمذهبية التي تستولد إقطاعاً عاتياً يصادر الأملاك وأسباب الحياة باسم العدالة الاجتماعية؟!

كيف يموت يونس وقد كان الصديق المعين والرفيق المخلص والخبير الناصح وجامع الشمل بزوجته التي فهمته، فبنت معه عائلة سعيدة بالصبيّة الحساسة التي اقتحمت الجامعة بكفاءتها، والابنين اللذين يخطوان نحو الجامعة بوعي وبفهم مميّز لأهمية النجاح في بناء المستقبل الأفضل؟

كيف يموت هذا الإنسان الرقيق القادر على التغلب على مصاعب النشأة في قلب الفقر، والذي اضطر أن «يربي» ويعلّم إخوته وأخواته الأصغر منه بعد رحيل والده مبكراً براتب معلم، ومع ذلك تابع دراسته الجامعية لتحسين موقعه الوظيفي منتقلاً من التربية إلى العقارية؟ والذي قرر أن يخدم الفقراء وأصحاب الحقوق، متخطياً سور الرشوة ووساطة النافذين؟
كيف يموت هذا الشغوف بالحياة، المحب للناس جميعاً، المتبرّع بخدمة كل ذي حق مجاناً وهو في قلب الدائرة من مركز الرشى؟
كيف تفعل بنا هذا يا يونس، أيها المؤنس في زمن الأحزان، المنجد في ساعات الأزمة المتبرّع بوقته وجهده لحل طلاسم العقاريات بلا رشوة..

محبّ الناس، المقاتل ضد البغض والحسد والطمع، والذي أنشأ مع زوجته الطيّبة عائلة نموذجية كبراها في الجامعة وأخواها في الطريق إليها؟!

كيف تغدر بنا يا يونس ونحن بأمسّ الحاجة إليك وأنت الوحيد القادر على جمع من تفرّق من رفاق النضال والشقاء من أجل التقدم لبناء الغد الأفضل؟

أيها المبتدع مخارج للصعاب.. الموفِّق بين المختلفين، المتغلّب على العناد بالمحبة وعلى الخصومات بروح المصالحة وعلى الكراهية بالإيمان بالإنسان.

يونس... سيصعب علينا قبول غيابك، لأن حضورك كان أحد أجمل صفحات حياتنا.

سنحملك في قلوبنا، في أفكارنا، في حياتنا وقد كنت تشكّل عنواناً لبهجتها وجدارتها بأن نعيشها.

ستكون معنا دائماً أيها الذي كان عالماً بذاته يتسع للجميع ويبث في الجميع الحب والإيمان بأن في الحياة ما يستحق أن نعيش من أجله.
يا ابن الغالي الذي رحل قبل أن ينال حقه من حياته.. لقد تبعته فلم تنل حقك ولم تعطنا حقنا من حياتنا التي كانت معك وبك أحلى وتستحق أن تُعاش.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في وداع يونس بهجة الحياة في وداع يونس بهجة الحياة



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon