طلال سلمان
أرحب بكم أطيب ترحيب، مع التقدير لمنحنا هذه الفرصة للانتفاع بعلمكم وتجربتكم الغنية في ندوتنا هذه التي نأمل أن تكون دليلاً إضافيا للمعرفة والاطلاع على هذا العالم الخفي للنفط، برغم عظيم تأثيره على حياتنا في الحاضر والمستقبل.
وأتقدم بواجب الشكر إلى جامعة الوطن، الجامعة اللبنانية بشخص رئيسها الدكتور عدنان السيد حسين، على استضافة هذه الندوة ورعايتها ومشاركتها عبر العديد من الأساتذة والمهتمين من طلابها في الحوار الصحي والخالي من الغرض حول ثروتنا الوطنية المحتملة.
إننا نحاول كصحيفة أساسية في لبنان أن نوسع دائرة المعرفة بالمعلومات الدقيقة والخبرات التي تملكون بعيداً عن المزايدة والمناقصة والاستغلال السياسي لهذه الثروة الوطنية التي يضخمها المبالغون ويحقرها المناقصون، فتسود البلبلة وتضيع منا الحقيقة.
ولأن الوعد بالنفط قد استولد الكثير من الأحلام، واستدرج الكثير من المهتمين والباحثين عن فرص الربح إلى ميدان التخمين، فقد تضاربت التمنيات مع التقديرات، واختلط المسرب لغرض مع الصحيح العلمي، في غياب المعلومات الدقيقة وفي ظل حروب الشركات والسماسرة وأصحاب المصلحة بكل ما فيها من تناقضات. من هنا، إننا اخترنا الجامعة الوطنية لتكون الملتقى وحاضنة هذا الحوار.
ولأننا كصحافيين في متاهة الأرقام المتناقضة والتقديرات المتباينة، فقد أردنا من إقامة هذه الندوة أن نتعلم فنعرف، ونساهم بالتالي في نشر مزيد من الوعي العربي بهذه الثروة الوطنية خصوصاً، وبهذا العالم الخفي الذي لا يعرف أسراره إلا أصحاب الاختصاص والخبرة من أمثال هذه الكوكبة التي نتشرف بالاستماع إلى أوراقها والأهم مناقشاتها.
لسنا أصحاب اختصاص، لكننا ـ مثلكم ـ أصحاب قضية.. ونرى بديهيا، بحكم واجبنا المهني، أن نساعد على نشر الوعي بأمر نفطنا كثروة وطنية حتى لا نغرق في السراب، أو نتوه في مزايدات أصحاب الأغراض ومناقصاتهم.
أردنا هذه الندوة بالتعاون مع هيئة النفط، لكي نتــعلم فنعرف، ولكي يكون استثمارنا لثروتنا البترولية أنجح، لعلنا بعدها نصبح أكثر دقة في نقل المعرفة إلى الناس البسطاء الذين سكروا مع الأحلام، بل الأوهام ذات يوم، ونتمنى أن يكونوا قد عادوا إلى رشدهم، قبل هذه الثروة ومعها وبعدها، فيعرفوا الحقيقة ويتصرفوا على أساسها.
نتمنى النجاح لندوتكم هذه في وضع الخط الفاصل بين الوهم والحقيقـة، فنحمي ثروتنا الوطنية ودورها في خدمة مستقبلنا.