بني سويف ـ حنفي الفقي
التقى محافظ بني سويف المستشار مجدي البتيتي، مجموعة من الخبراء الهنغاريين بغية بحث تطبيق تقنية مبتكرة لتحسين نوعية مياه الآبار الجوفية، ومعالجة مياه الصرف الصحي, وذلك بحضور مساعد وزير الخارجية الأسبق للعلاقات الاقتصادية الدولية السفير رفعت الأنصاري, والمدير الأقليمي للوكالة الألمانية للدعم الفني لمياه الشرب والصرف الصحي ( GTZ) المهندس فايز بدر .
واستعرض رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي في بني سويف المهندس محمود طه شرحًا مبسطًا لفكرة التقنية الجديدة التي تعتزم المحافظة تطبيقها على محطات المياه والصرف بالتعاون مع الخبراء الهنغاريين المبتكرين لهذه التقنية.
وتقوم الفكرة على كيفية إيجاد حلولا مبتكرة غير تقليدية لمعالجة المياه السطحية (النيل / روافد / ترع), ومياه الآبار الجوفية لمعالجة طعم المياه غير المستساغ (تحلية), وإزالة شوائب المياه من "الأمونيا" و"الحديد" و"المنجنيز" باستخدام جهاز يعمل بالموجات "الكهرومغناطيسة" لحجز الترسيبات وعدم إذابتها, ومن ثم التخلص منها عن طريق فلتر في الجهاز, والذي أثبتت تطبيقاته إنتاج إنزيم "البيوتزم" الذي يمكن إحلاله محل الكلور في تحلية المياه للقضاء على البكتريا وإزالة الشوائب.
وأضاف المهندس محمود طه أنّ "تكلفة معالجة متر مكعب واحد من المياه بالطرق التقليدية (معالجة ثلاثية أو رباعية) تقريبًا تصل إلى 95 قرشاً، في حين أن تكلفة المتر المكعب بهذه التقنية الجديدة لن تتجاوز 18 قرشاً, لافتًا إلى أنه تم تجربة الجهاز على محطة مياه ارتوازي في منطقة "هربشنت" في "ببا"، وتم أخذ عينات من المياه بعد معالجتها, مشيرًا إلى أنّ النتائج الأولية مبشرة ليتم تعميمها على جميع محطات المياه والمعالجة.
ومن جانبه أكد السفير رفعت الانصاري أن "التقنية الجديدة نتاج خبرة هنغارية وهي من أعلى التكنولوجيات في معالجة المياه (شرب أو صرف), وأن الجهاز تم اعتماده في دول الاتحاد الأوروبي، حيث يقدر الخبراء العمر الافتراضي للجهاز الواحد (15 عامًا) بتكلفة بسيطة وآمنة صحيًا وبيئياً.
وأضاف الأنصاري أنه " تم اختبار الجهاز بواسطة زراعة العديد من الزراعات في مياه الصرف المعالجة عن طريق الجهاز الذي يتم تركيبه على محطات المياه والمعالجة, مشيرا إلى أن إنتاج نماذج صغيرة من الجهاز بأسعار تقل أضعافًا كثيرة عن الفلاتر التقليدية وبكفاءة أعلى منها تستخدم في المنازل لفلترة مياه الشرب.
في حين أشارت الخبيرة الهنغارية "دوري" إلى أن "التقنية الجديدة التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي تطبق في 35 دولة على مستوى العالم، وتعالج جميع أنواع المياه وصالحة لكافة أغراض الشرب والزراعة، ولها نتائج ملموسة، ويتم الاستفادة منها في مجالات عدة منها تحلية المياه, الغلايات, الصرف الصناعي, شبكات الري , إزالة الترسيبات من داخل جميع أنواع المواسير, والخطوط الناقلة للبترول ومشتقاته.
وأوضحت أنه "في حالة التوسع في تطبيق هذه التكنولوجيا الجديدة وتعميم استخدامها في محطات المياه والصرف، لن يكون هناك فقر مائي, لأنه لن يكون هناك فاقد من المياه بل تساعد على التنمية والاستثمار من خلال استيعاب كميات المياه الناتجة من الصرف في اعمال الزراعة وعدم اقتصارها على الاستعمال النمطي الشائع في الغابات الشجرية فقط.
وأكد المحافظ على دعمه الكامل لتطبيق هذه التقنية الجديدة التي سوف يكون لها مردود إيجابي لاسيما أنها ستوفر موردًا لمياه الشرب بعد معالجتها، فضلا عن استخدامها في أغراض الزراعة والري بما يسمح بالتوسع في استصلاح الأراضي دون التقيد بحصص ومقننات مائية محددة , علاوة على ذلك أنها ستقضي على مشاكل مياه الصرف الصناعي الناتج عن المصانع لا سيما بعد زيادة حركة الاستثمار.