بجلبابها الأسود ونقابها الذي غطى ملامحها، وقفت ناهد محمود الحطاب، سيدة في العقد الرابع من عمرها، ترفع علامات النصر لقوات الجيش الثاني الميداني التي خرجت لتشكر شعب دمياط على حسن الاستقبال والحفاوة وتلبية نداء الوطن بالمشاركة في الاستفتاء. وقفت ناهد لدقائق، رفضت خلالها الرحيل حتى مرّت سيارات الجيش وهي تدعو للقوات بأن يحفظهم الله ويحميهم، ولم تهتم ناهد- خلال تلك الوقفة- أن يشاهدها أحد أبناء مسقط رأسها في قرية الخياطة، معقل جماعة الإخوان الإرهابية بدمياط، والذين أعلنوا الحرب على كل من هو غير إخواني وانعزلوا تمامًا عن أبناء القرية، حيث ارتفعت لغة التكفير لديهم والتي قد تنقلب خلال لحظات لاعتداء وتهديدات بالقتل. ناهد محمود الحطاب، تلك السيدة المصرية البسيطة التي تعبّر عن قطاع كبير من سيدات مصر، والتي تعمل موظفة بجمعية مرضى الأورام بدمياط. "أنا منتقبة بس لا إخوانية ولا سلفية وليس لي أي انتماء سياسي أنا مجرد ست مصرية بسيطة بتحب مصر ومصر عمرها ما هتستقر من غير جيشها وشرطتها، فالإخوان خدوا فرصتهم ومعملوش حاجة لمصر شغلهم الشاغل كانت الجماعة لذا لفظتهم مصر من حضنها الكبير"، هكذا قالت ناهد، في حديثها لـ"الوطن". وتضيف قائلة "أنا شاركت في ثورتَي 25 يناير و30 يونيو، ولما خرجت في يناير عشان كنا شعب مكبوت بيطالب بالحرية، والإخوان ضحكوا علينا باسم التغيير ورشّحوا رئيس منهم وأداروا ظهورهم لمصر". "إخوان مين اللي كانوا مقهورين في عهد مبارك". قالت إن "الإخوان مشافوش نعيم قد اللي شافوه في عهد مبارك، فخلال تلك الفترة تضخّمت رؤوس أموالهم ونمت الجماعة وسيطروا على الاقتصاد في الخفاء ورغم ما رأيته في عيون الإخوان أنفسهم من عدم رضائهم عن مرسي واعتباره فاشلاً إلا أنهم يعاندون أنفسهم رافضين الاندماج مع الشعب لا يريدون سوى الكرسي وعلى أتم الاستعداد بالتضحية بأي منهم حتى مرشدهم مقابل الكرسي. وتتابع ناهد قائلة "الإخوان جماعة لا تعرف النور والوضوح فدائمًا ما يعقدون اجتماعاتهم سرًا، وأنا قلت نعم عشان هي الخلاص من الإخوان". واستنكرت ناهد أكاذيب الجماعة حول قتل الجيش والشرطة لأبنائه، قائلة "هو الجيش هيصفي نفسه بنفسه"، مؤكدة تورّط الجماعة في تلك الجرائم سواء بيديها أو بأيدي المتعاونين معها من جماعات جهادية. واتهمت ناهد وزير التعليم العالي بالمسؤولية عما تشهده جامعات مصر من معارك دامية، مشددة على أن نصف الطلاب "مضحوك عليهم" بالجامعات، مطالبة بتدخل الشرطة على الفور بالجامعات فهم حصن الأمن والأمان للطلاب. "مصر ما ينفعش يحكمها غير زعيم قائد والسيسي هو القائد العسكري اللي يقدر يحكم مصر"، بتلك الجملة أكدت ناهد نزولها يوم 25 يناير المقبل لترشيح السيسي حال تم الإعلان عن النزول. واتهمت ناهد الإخوان باستغلال الأعمال الخيرية لصالحهم فحسب، والخير بالنسبة لهم "شو إعلامي" من أجل الجماعة. وأكدت ناهد رفض الجماعة بدمياط التبرع لجمعية مرضى الأورام لرفض العاملين بالجمعية قيام قناة "مصر 25" في عهد مرسي بالتصوير معهم حتى لا يستغل العمل سياسيًا، خاصة وأنهم ليسوا بواجهة لأي تيار سياسي.