توقيف شيخ احترف سرقة البطاقات المصرفية

ظل ياسر، أو كما يطلق عليه أهل منطقته "الشيخ خليفة"، نظرا لعمله في وزارة الأوقاف في سوهاج، وهو في العقد الرابع من العمر، يفكر كثيرًا في خطة ماكرة للخروج من ضائقته المالية التي يمر بها، لتسديد ديونه المتراكمة والوصول إلى الثراء السريع، وانساق وراء وساوس الشيطان وتملكته شهوة الطمع في المزيد من المال بأي وسيلة من الوسائل، مهما كانت عواقبها ليصبح من أصحاب السيارات والعقارات، ففكر كثيرًا في خطة للكسب السريع والمريح، واحتضنه الشيطان وأصبح من مؤيديه وأعوانه وهداه إلى طريقة جهنمية، وهي الوقوف أمام ماكينات الصراف الآلي للبنوك واستغلال ضحاياه من البسطاء وكبار السن وأرباب المعاشات والسيدات، لعدم معرفتهم بكيفية استخدام ماكينة صرف معاشاتهم وأموالهم، والاستيلاء على البطاقاة المصرفية والرقم السري واستبدالها بأخرى تالفة وليس فيها رصيد، وأنساه شيطانه أن لهؤلاء البسطاء ربًا يرعاهم ويدير أمورهم، وأنه يعيش في حي شعبي له عاداته وتقاليده، ومن السهل كشفه والقبض عليه من قبل رجال المباحث.

واستمر ياسر في ممارسة هوايته الإجرامية باحتراف شهورًا متتالية، يتنقل فيها من منطقة إلى أخرى ومن بنك إلى آخر لإيقاع المزيد من ضحاياه البسطاء ليمتص دماءهم بأعصاب هادئة ودم بارد، وطمعه أعماه عن التفكير ولو لحظة واحدة أن من بين ضحاياه من هو في حاجة ماسة لهذه النقود لعلاج مريض، أو من ينتظر ميعاد صرف نقوده من شهريًا لتسديد ديون البقال والجزار التي استدان بها على مدار الشهر، أو من تنتظر النقود لسد جوع أطفالها الأيتام أو لشراء العلاج الشهري لأمراض أنهكت جسدها الهزيل، وكلما اصطاد ضحية يبحث عن الأخرى، مع ازدياد رصيده من المال ومن الضحايا وظهرت عليه فجأة علامات الثراء بدلاً من علامات التقوى والإيمان، وتناسى أنه يعمل في وزارة من المفترض أن قلوب من يعملون فيها مليئة بالحب والشفقة والحنان، وتغيرت حياته البسيطة من حال إلى حال، وكان أهل منطقته يضربون كفًا بكف ولسان حالهم يردد سبحان مغير الأحوال، ولا يعلمون أن جارهم اكتسب هذه الأموال من دماء الفقراء، وعلى الجانب الآخر تعددت بلاغات الضحايا في المراكز والأقسام وأمامها ظل ضباط المباحث في حيرة من أمرهم، وأعياهم التفكير أمام هذه الحيلة الماكرة والطريقة الجديدة للنصب والسرقة والعادة الغريبة والدخيلة على أهل الصعيد، وظلوا يبحثون في ملفات أصحاب السوابق والمشبوهين، وكان أول الغيث قطرة، ووصل إلى مسامعهم حكايات مولانا الشيخ ياسر الذى انقلب حاله خلال شهور قليلة من ضيق ذات اليد والديون إلى علامات الثراء الفاحش، وكان ذلك أول الخيط ووضع تحت المراقبة، وما كان يدري أو يفكر بأن أمره سينكشف، وأثناء وقوفه أمام إحدى ماكينات الصرف محاولاً خداع إحدى ضحاياه أُلقي القبض عليه، وبمواجهته اعترف تفصيليا بارتكاب العديد من وقائع السرقات والاستيلاء على العديد من البطاقات المصرفية. وأُبلغت النيابة العامة لقسم ثاني سوهاج، والتي أحالته محبوسًا إلى المحكمة لينال جزاءه على جرائمه.