قنا ـ مصر اليوم
حلم كبير كان يراودهم، ينقلهم من العمل في زراعات الموز في قرية "دندرة"، إلى العيش في الرغد، دون العمل عند المزارعين والحاجة إلى أحد، ولكنه تبدد في لحظات، ونقلهم إلى حبل المشنقة وإلى غياهب السجون.
ثلاثة أصدقاء كانوا يعملون في زراعات الموز بقرية الآثار "دندرة"، كما يطلقون عليها، لوقوع معبد "حتحور" على أرضها، مع كثرة الحكايات عن الآثار، وكان من بينها حيازة سيدة لبعض القطع الأثرية، شغفهم في تحقيق الثراء السريع عن طريق حيازة القطع الأثرية، جعلهم يفكرون في جريمتهم الشيطانية بالتسلل إلى منزل السيدة، التي سمعوا عنها خلال عملهم اليومي مراراً وتكراراً.
عزموا النية على فعلتهم الجهنمية، وفي ليلة ظلامها دامس، تسلل الأصدقاء الثلاثة عبر السور الخلفي لمنزل السيدة، وتمكنوا من الدخول دون أن يشعر بهم أحد، وخلال التفتيش عن ضالتهم، لم يعثروا على شيء، ليكتشفوا أن ما سمعوه ليس له أساس من الحقيقة، ولكن مع استمرارهم في البحث، وسط "الكراكيب"، في إحدى الغرف، استيقظت السيدة، التي تعرفهم جيداً.
وفي لحظة فارقة، أصبح الثلاثة في مأزق بين أمرين، إما الهرب وهم على يقين أن السيدة ستبلغ عنهم، أو التخلص منها، واستقروا على الخيار الثاني، فقام أحدهم بإلقاء حجر على رأسها، وتناوبوا على ذلك حتى أردوها قتيلة غارقةً في دمائها، وبينما كانوا يحاولون إخفاء معالم جريمتهم، استيقظ ابن المجني عليها ليفاجأ بمقتل والدته ووجود المتهمين الثلاثة في المنزل.
دخول الابن المفاجئ على المتهمين تسبب في حالة من الارتباك لهم لم تدم طويلاً، وسرعان ما اتفقوا على قتله لينال نفس مصير والدته، فانهالوا عليه طعناً، حتى سقط على الأرض غارقاً في دمائه، ولم يكتفوا بذلك، بل قاموا بسرقة حلق ذهبي من أذن الضحية، ولكن شاء القدر أن يتم إنقاذ المجني عليه الثاني، الذي كشف عن فصول الواقعة.
وبعد مرور قرابة عامين على الواقعة، أسدلت محكمة جنايات قنا الستار على القضية التي هزت قرية دندرة، أكبر قرى مركز قنا، بإصدار حكمها بإعدام اثنين من المتهمين والسجن المشدد للثالث، لقيامهم بقتل ربة منزل، والشروع في قتل ابنها، بالإضافة إلى جريمة السرقة.
يعود تاريخ الواقعة إلى اليوم الأخير من عام 2018، وتحديداً يوم 31 ديسمبر، عندما تلقت الأجهزة الأمنية بمحافظة قنا بلاغاً يفيد بالعثور على "خيرية عبد الراضي بربري"، 60 سنة، جثة هامدة، وإصابة ابنها "يوسف أحمد محمد"، بعدة طعنات، إثر قيام مجهولين بالتسلل إلى منزلهما، بغرض السرقة، اعتقاداً بوجود آثار في المنزل.
وتبين أن مرتكبي الواقعة، "هاشم عمر فكري"، 32 سنة، و"حاتم مصطفى إبراهيم"، 28 سنة، و"محمود حسن محمود"، وجميعهم يعملون في زراعات الموز بقرية دندرة، اعتقدوا بوجود قطع اثرية في منزل المجنى عليها، فقاموا بالتسلل للمنزل، وأثناء قيامهم بتفتيش المنزل استيقظت المجني عليها، فانهالوا على رأسها بقطعة خرسانية، حتى أردوها قتيلة، ثم شعر بهم ابنها، فانهالوا عليه بسكين، ولم يجدوا سوى حلق القتيلة، فسرقوه ولاذوا بالفرار، تعرف الابن على المتهمين، الذين تم إلقاء القبض عليهم، وبعد تقديمهم للمحاكمة قضت بإعدام اثنين من المتهمين، بعد أخذ رأي المفتي، والسجن المشدد بحق المتهم الثالث.
وقد يهمك أيضًا:
وفاة شخص وإصابة 7 في انقلاب ميكروباص بطريق العين السخنة
إعادة محاكمة 12 متهما بـ"أحداث مجلس الوزراء" الأربعاء